0 347

السؤال

تأتي في المصحف الشريف كلمه:(من قبل) أحيانا مجرورة بالكسرة، وأحيانا مرفوعة بالضمة، فما الإعراب؟ جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:

فإن كلمة (قبل) وأخواتها -كبعد، وأول، ودون، وأسماء الجهات الست- لها أربع حالات من جهة الإعراب والبناء، قد ذكرها ابن هشام -رحمه الله- في شرح قطر الندى، عند الكلام على (قبل) و(بعد)، فقال:

لهما أربع حالات:

إحداها: أن يكونا مضافين. فيعربان نصبا على الظرفية، أو خفضا بمن...

الحالة الثانية: أن يحذف المضاف إليه، وينوى ثبوت لفظه، فيعربان الإعراب المذكور، ولا ينونان لنية الإضافة...

الحالة الثالثة: أن يقطع عن الإضافة لفظا، ولا ينوي المضاف إليه، فيعربان أيضا الإعراب المذكور، ولكنهما ينونان؛ لأنهما حينئذ اسمان تامان كسائر الأسماء النكرات، فتقول: جئتك قبلا وبعدا، ومن قبل ومن بعد...

الحالة الرابعة: أن يحذف المضاف إليه، وينوي معناه دون لفظه، فيبنيان حينئذ على الضم، كقراءة السبعة: لله الأمر من قبل ومن بعد. اهـ. بتصرف.

وما ذكره ابن هشام هنا ذكره كثير من النحاة، تجد أمثلة لذلك وشرحا أوفى في شروح ألفية ابن مالك عند قوله -رحمه الله- في باب الإضافة:

واضمم بناء (غيرا) إن عدمت ما   * له أضيف ناويا ما عدما

(قبل) كغير (بعد) (حسب) (أول)   * ودون والجهات أيضا وعل

وأعربوا نصبا إذا ما نكرا   * (قبل) وما من بعده قد ذكرا

وننبه إلى أنها في حال ضمها لا يقال: إنها مرفوعة بالضمة، وإنما يقال: إنها مبنية على الضمة، ثم تعرب بحسب ما اقتضاه العامل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات