السؤال
هل صحيح أن المرأة الزانية التي شارك عمر بن الخطاب في رجمها حاولت الهروب بعد أن بدأ الناس في الرجم، وأن النبي الكريم استاء من إصرار الناس على متابعة رجمها؟
هل صحيح أن المرأة الزانية التي شارك عمر بن الخطاب في رجمها حاولت الهروب بعد أن بدأ الناس في الرجم، وأن النبي الكريم استاء من إصرار الناس على متابعة رجمها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الذي ثبت عنه الفرار أثناء الرجم هو ماعز بن مالك رضي الله عنه وليست المرأة الغامدية، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فناداه فقال: يا رسول الله إني زنيت، فأعرض عنه حتى ردد عليه أربع مرات, فلما شهد على نفسه أربع شهادات, دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبك جنون؟ قال: لا. قال: فهل أحصنت؟ قال: نعم .فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اذهبوا به فارجموه. قال ابن شهاب: فأخبرني من سمع جابر بن عبد الله قال: فكنت فيمن رجمه فرجمناه بالمصلى، فلما أذلقته الحجارة هرب فأدركناه بالحرة فرجمناه. قال ابن حجر في الفتح: وفي هذا الحديث من الفوائد منقبة عظيمة لماعز بن مالك لأنه استمر على طلب إقامة الحد عليه مع توبته ليتم تطهيره، ولم يرجع عن إقراره مع أن الطبع البشري يقتضي أنه لا يستمر على الإقرار بما يقتضي إزهاق نفسه، فجاهد نفسه على ذلك وقوي عليها وأقر من غير اضطرار إلى إقامة ذلك عليه بالشهادة مع وضوح الطريق إلى سلامته من القتل بالتوبة. وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: هلا تركتموه، فقد رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والنسائي في الكبرى وغيرهم من حديث أبي هريرة، وفيه: فلما أصابته الحجارة أدبر يشتد، فلقيه رجل بيده لحي جمل فضربه فصرعه، فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فراره حين مسته الحجارة، قال: فهلا تركتموه. وحسنه الترمذي وابن حجر وصححه ابن حبان والحاكم والألباني وشعيب الأرناؤوط. ورواه أحمد وأبوداود من حديث نعيم بن هزال رضي الله عنه, وصححه الألباني وشعيب الأرناؤوط. والله أعلم.