السؤال
أرغب بالزواج لكي أمنع نفسي من المحرمات لكن لم يأت نصيبي بعد جاءني شخص في رمضان وكنت داعية قبلها بيوم أن يبعث لي الله ابن الحلال وعندما أتى أحسست أنه هو نصيبي وعندما رأيته لا أريد أن أرتبط إلا به أحسست بأنه نصيبي وأحسست أن دعائي استجيب لي وأديت صلاة الاستخارة أربع مرات وكنت أستيقظ مرتاحة فما رأيك هل دعائي أستجيب أم كانت صدفة وكنت أقرب إلى الله من أي شهر آخر وهو سافر ولم يتزوج حتى الآن وأنا أخاف أن أضع آمالي فيه دون أية جدوى والذي أعاني منه الآن أني لا أريد أن أرتبط إلا به وكل ما يأتي أحد أتضايق لأني لا أريد إلا غيره مع العلم أنه شخص غريب ولا توجد بيني وبينه أية علاقة غريبة بل بطريقة شرعية دون أية خلوة وأحسست بانجذابه نحوي هل كانت دعوتي مستجابة أم كانت صدفة فأرشدني أرشدك الله أعيد وأكرر أنه أتى من طرف شيخ من الجامع شخص غريب ذو خلق ودين ويعيش في ألمانيا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دام خطيبك ذا خلق ودين فلا حرج عليك في الحرص عليه وتمني أن يكون من نصيبك، ولعل الله يكون قد استجاب
دعاءك ويسر لك ما سألته فإنه سبحانه قريب مجيب؛ كما قال: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان {البقرة: 186} ومن جوده وكرمه أنه يستحي إذا مد عبده يديه يسأله أن يردهما صفرا؛ كما في الحديث: إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا. رواه أبو داود وصححه الألباني.
وقد أحسنت عندما صليت صلاة الاستخارة في أمرك المذكور، وإذا كان لك فيه نصيب فسيكون من نصيبك إن شاء الله، فإن كل شيء بقضاء وقدر، فإذا صرف عنك بعد استخارتك الله فاعلمي أنه ليس فيه خير لك فارضي بذلك. وانشراح الصدر بعد الاستخارة دليل على الخيرة إذا لم يكن ذلك الانشراح عن هوى سابق. قال الإمام النووي: ينبغي بعد الاستخارة أن يفعل ما ينشرح له صدره، فلا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان فيه هوى قبل الاستخارة؛ بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأسا وإلا فليس مستخيرا لله تعالى، بل يكون غير صادق في طلب الخيرة في التبري من العلم والقدرة وإثباتهما لله تعالى، فإذا صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة ومن اختياره لنفسه.
فكلي أمرك إلى العليم الخبير بعد ما فعلت الأسباب الشرعية واجتهدت في ذلك، وقري عينا أنه لن يحصل إلا ما فيه صلاح أمرك وفلاحه.
والله أعلم.