السؤال
مثلا نقول إن الحديث العزيز هو الذي رواه اثنان فقط كحديث المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. ما معنى رواه 2 هل نقصد البخاري ومسلم أم ماذا، لأني عندما بحثت عنه وجدته في مسند أحمد وأبي يعلى وسنن ابن ماجه، وماذا نقصد براوي الحديث هل هو الاسم الأول في السند أم الاسم الآخر في السند أو البخاري مثلا أو غيره، وما الفرق بين العزيز والصحيح؟ وبارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمقصود بالحديث العزيز هو ما رواه اثنان في طبقة من طبقات سنده؛ كما قال السخاوي في فتح المغيث. وهذا التعريف هو الذي عليه أكثر المتأخرين، ومعناه: أن ينفرد بروايته راويان في طبقة من طبقاته أولها أو وسطها أو آخرها، ولو رواه أكثر من اثنين في غيرها من الطبقات، وانظر الفتوى رقم: 11828.
ومما يمثل له به ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس، والبخاري فقط من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده.... الحديث، فلم يروه عن النبي صلى الله عليه وسلم غير أنس وأبي هريرة، كما قال السخاوي فهو حديث عزيز.
وأما حديث: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. فلم نقف عليه مما يمثل به للعزيز فيما اطلعنا عليه من كتب المصطلح والحديث، والجزم بذلك يحتاج إلى استقصاء لطرقه.
وأما رواي الحديث فيطلق على الاسم الأول من السند، أي الصحابي الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويطلق على الاسم الأخير في السند، أي الذي أخرجه في كتابه كالبخاري وغيره.
وأما عن العلاقة بين العزيز والصحيح؟ فنقول: وصف الحديث بالعزيز ينظر فيه إلى عدد الرواة في طبقات السند، فإن كان رواه اثنان قيل فيه عزيز كما بينا قبل بغض النظر عن الصحة والضعف، فإن توفرت شروط الصحة قيل صحيح، فاتضح بهذا أن العزيز قد يكون صحيحا وقد يكون ضعيفا، والصحيح قد يكون عزيزا وقد يكون غير ذلك، وقد بينا شروط الصحة في الفتوى رقم: 18973 فلتراجع.
والله أعلم.