السؤال
وفقكم الله لما فية خير للأمة الإسلاميةسؤالي الأول هو: أنا أعاني من سرعة القذف لا أعرف الحل أفتوني جزاكم الله خيرا ؟ السؤال الثاني هو: ذكرتم في بعض الفتاوي وهو حديث عن الرسول صل الله عية وسلم أنه في ما معناه إذا قضى الرجل إربه لا ينزعه حتى تقضي إربها حيث إنني بعد القذف يحدث لي ارتخاء وفتور فكيف أستمر حتى تقضي إربها ؟ أفتونا جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما سؤالك عن حل مشكلة سرعة القذف لديك فهذه استشارة طبية وقد سبق الإجابة عنها في باب الاستشارات الطبية بقسم استشارات الشبكة برقم :(320) ، وقد نص الفقهاء على أنه يندب لمن هو سريع الإنزال ( القذف ) أن لا يعجل زوجته حتى تقضي حاجتها مستدلين بما روى عبد الرزاق في مصنفه وأبو يعلى في مسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا غشي أحدكم أهله فليصدقها، فإن قضى حاجته ولم تقض حاجتها فلا يعجلها . قال المناوي رحمه الله في فيض القدير : ( فإن سبقها ) في الإنزال وهي ذات شهوة ( فلا يعجلها ) أي فلا يحملها على أن تعجل فلا تقضي شهوتها بل يمهلها حتى تقضي وطرها كما قضى وطره، فلا يتنحى عنها حتى يتبين له منها قضاء إربها، فإن ذلك من حسن المباشرة والإعفاف والمعاملة بمكارم الأخلاق والألطاف. زاد في رواية كما في الوشاح مع الستر ومص الشفة وتحريك الثديين، ويؤخذ من هذا الحديث وما بعده أن الرجل إذا كان سريع الإنزال بحيث لا يتمكن معه من إمهال زوجته حتى تنزل أنه يندب له التداوي بما يبطئ الإنزال فإنه وسيلة إلى مندوب، وللوسائل حكم المقاصد ) وقال أيضا ( إذا جامع أحدكم أهله ) حليلته ( فليصدقها ثم إذا قضى حاجته ) منها بأن أنزل ( قبل أن تقضي ) هي ( حاجتها ) منه ( فلا يعجلها ) ندبا أي لا يحثها على مفارقته بل يستمر معها ( حتى ) أي إلى أن ( تقضي حاجتها ) بأن يتم إنزالها وتسكن غلمتها . انتهى كلامه .
كما ينبغي للزوج وبخاصة من لديه سرعة إنزال أن يلاعب زوجته قبل الجماع ، ولا يباشر الجماع إلا وهي مستعدة ، وقد بلغت من الشهوة مثل ما بلغه ، حتى لا يسبقها في الإنزال ، قال ابن قدامة في المغني: ويستحب أن يلاعب امرأته قبل الجماع لتنهض شهوتها فتنال من لذة الجماع مثل ما ناله، وقد روي عن عمر بن عبد العزيز عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا تواقعها إلا وقد أتاها من الشهوة مثل ما أتاك لكيلا تسبقها بالفراغ ـ قلت: وذلك إلي ؟ ـ قال : نعم إنك تقبلها وتغمزها وتلمزها فإذا رأيت أنه قد جاءها مثل ما جاءك واقعتها . فإن فرغ قبلها كره له النزع حتى تفرغ لما روى أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا جامع الرجل أهله فليصدقها ثم إذا قضى حاجته فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها . ولأن في ذلك ضررا عليها، ومنعا لها من قضاء شهوتها. انتهى كلامه.
ويمكن الاستفادة من بعض الكتب النافعة التي عنيت بالحديث عن اللقاء بين الزوجين ، وعلاج المشاكل التي تعرض له ، ككتاب تحفة العروس ، وكتاب اللقاء بين الزوجين ، وكتاب متعة الحياة الزوجية .
والله أعلم .