السؤال
سيدي الفاضل، أرجو من حضرتكم تعريف حاجيات الإنسان و تقسيمها حسب الأهمية وأولوية الإنفاق وكيفيته ...ولكم شكري وامتناني وجزاكم الله كل خير .
سيدي الفاضل، أرجو من حضرتكم تعريف حاجيات الإنسان و تقسيمها حسب الأهمية وأولوية الإنفاق وكيفيته ...ولكم شكري وامتناني وجزاكم الله كل خير .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن كان مقصودك بالحاجيات مصطلح التقسيم الأصولي والفقهي للحاجات إلى ضرورية وحاجية وتحسينية فالجواب أن الحاجيات هي ماكان يحصل بفقدها للمرء حرج ومشقة كسخان الماء في زمن البرد الشديد مثلا قال الشاطبي في الموافقات: ودوران الحاجيات على التوسعة والتيسير ورفع الحرج والرفق. وقال الدكتور عودة في كتابه ـ التشريع الجنائي ـ في ضبط الحاجيات: هي مايترتب على فقدها وقوع الأفراد والجماعة في الحرج والعسر وتحميلهم المشاق. وتتفاوت قوة وضعفا بحسب حاجة المرء وما يلحقه من مشقة وعناء عند فقدها وعدمها، وتسمى بالمصالح، وكل مرتبة تكمل التى فوقها، فأعلاها الضروريات ومكملاتها، ثم الحاجيات ومكملاتها، ثم التحسينيات ومكملاتها. قال الشاطبي:المصالح لا تعدو الثلاثة الأقسام وهى الضروريات ويلحق بها مكملاتها، والحاجيات ويضاف إليها مكملاتها، والتحسينيات ويليها مكملاتها، ولا زائد على هذه الثلاثة المقررة. وبسطها وأمثلتها في كتب المقاصد وكتب قواعد الفقه وأصوله. وإن كان قصدك مايبدأ به المرء من النفقة على نفسه وعياله فالجواب عنه ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البيهقي والنسائي وابن حبان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه :أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: عندي دينار قال: أنفقه على نفسك. قال: عندي آخر. قال: أنفقه على زوجتك. قال: عندي آخر. قال: أنفقه على ولدك. قال: عندي آخر. قال: أنفقه على خادمك. قال: عندي آخر. قال: أنت أبصر . فهذا هو ترتيب نفقة المرء قال القرافي في الأنوار: المعاش كله للإنسان ابتداؤه وتمامه من الضروريات في حق نفسه ومن الحاجيات في حق عياله ومن التماميات في حق أقاربه. وأما كيفية ذلك فضابطها كما قال الله تعالى: وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين {الأعراف31} وقال: والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما {الفرقان: 67} وقال: ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا (29) والله أعلم.