السؤال
أريد نصا عن قصة سيدنا لوط هل لديكم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقصة لوط عليه الصلاة والسلام مبسوطة في آيات كثيرة من القرآن الكريم وملخصها كما يلى وذلك أن لوطا عليه الصلاة والسلام لما دعا قومه إلى عبادة الله وحده لاشريك له ونهاهم عن تعاطى ما ذكر الله عنهم من الفواحش لم يستجيبوا له ولم يؤمنوا به، حتى ولا رجل واحد منهم، ولم يتركوا ما نهوا عنه، بل استمروا على حالهم، ولم يرعووا عن غيهم وضلالهم وهموا بإخراج رسولهم من بين ظهرانيهم، حيث كان جوابهم لدعوة لوط وموعظته: أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون {النمل 56} فجعلوا غاية المدح ذما يقتضى الإخراج وما حملهم على مقالتهم هذه إلا العناد واللجاج وما كان هذا جوابهم إلا لما نهاهم عنه من ارتكاب الطامة العظمى والفاحشة الكبرى التى لم يسبقهم إليها أحد من العالمين؛ ولهذا صاروا عبرة للمعتبرين وكانوا مع ذلك يقطعون الطريق ويخونون الرفيق ويأتون فى ناديهم ـ وهو مجتمعهم ومحل حديثهم وسمرهم ـ المنكر من الأقوال والأفعال على اختلاف أصنافه، وربما وقعت منهم الفعلة الشنيعة فى المحافل فلا يستنكفون ولا يرعون لوعظ واعظ ولانصيحة من عاقل، وكانوا فى ذلك وغيره كالأنعام بل هم أضل سبيلا، ولم يقلعوا عما كانوا عليه فى الحاضر، ولا ندموا على ما سلف من الماضي، ولاراموا فى المستقبل تحويلا، فأخذهم الله أخذا وبيلا، ومن جملة ما خاطبوا به لوطا قولهم : ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين {العنكبوت: 29} فعند ذلك دعا عليهم نبيهم الكريم فسأل من رب العالمين أن ينصره على القوم المفسدين، فأجاب الله دعوته، وبعث رسله الكرام وملائكته العظام، فمروا على الخليل إبراهيم وبشروه بالغلام العليم، وأخبروه بما جاءوا له من الأمر الجسيم والخطب العميم وقد حكى الله عنه أنه خاطبهم قائلا : قال فما خطبكم أيها المرسلون (31) قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين (32) لنرسل عليهم حجارة من طين (33) مسومة عند ربك للمسرفين {الذاريات: 31-34} فلما حان وقت هلاكهم عمهم الله بالفناء والدمار حيث قال تعالى : فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود (82) مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد {هود: 82-83} وللتفصيل راجع كتب التفسير فى سورة الأعراف وهود والحجر وغيرها. والله أعلم.