الترياق الشافي لضعيف الثقة بنفسه

0 194

السؤال

أنا شاب أغواني الشيطان في بداية سن المراهقة فلم أترك شيئا من القبائح إلا وفعلته من العادة السرية واللواط والسرقة والكذب وغيرها الكثير من القبائح التي فعلتها وأنا الآن تائب إلى الله وراجع إليه منيب مستغفر من ذنوبي وأسأل الله أن يتقبل توبتي : مشكلتي أنني وقد حباني الله بكثير من المواهب أريد أن أنفع أمتي ومجتمعي بما آتاني الله من علم وفقه (مع العلم أنني الآن طالب جامعي تخصص تربية إسلامية) ولكني أحس بأن عرضي قد ضاع وكما يقال بأن كل شيء يمكن استرجاعه إلا العرض فإنه أغلى ما يملكه الإنسان فماذا يبقى له إن ذهب عرضه ؟ لذا أحس أني لست بأهل لأن أنصح الناس وأوجههم وأرشدهم وقد كان مني ما كان من انتهاك لعرضي وما إلى ذلك، ما أريده هو أن أستعيد ثقتي بنفسي وأكون عضوا فاعلا نافعا في مجتمعي ؟ بارك الله فيكم. .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه نريد أولا أن ننبهك إلى أنه ما من ذنب وإن عظم يتوب صاحبه منه توبة نصوحا إلا تاب الله تعالى عليه ، فضلا منه ورحمة وجودا ، قال تعالى :  قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون {الزمر: 53 ـ 54 } وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها . أخرجه مسلم عن أبي موسى

ومن فضل الله جل وعلا بعباده أنه يبدل السيئات حسنات إذا أخلص المرء في توبته وعمل أعمالا صالحة ، قال تعالى : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما {الفرقان: 68 ــ 70 } .

ثم ما ذكرته من ضعف الثقة بالنفس هو عرض من أعراض ضعف الإيمان ، وخير ما يعين على علاجه هو تقوية الإيمان والثقة بالله ، وترك الوساوس والخيالات الفاسدة ، والمحافظة على  الفرائض والإكثار من الأعمال الصالحة ولا سيما الصدقة وقيام الليل والدعاء والذكر .

ثم اعلم أنه يجب على الإنسان أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو إلى الله ولو كان مقصرا في دينه، فتقصيره في دينه ليس عذرا له في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله ، لأنه لو لم يعظ إلا معصوم من الزلل لم يعظ الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد لأنه لا عصمة لأحد بعده .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة