الأبعاد التربوية والدعوية في موقف عرفات

0 429

السؤال

1- ما الأبعاد التربوية التي يمكن أن نكتشفها من يوم عرفة ؟
2- ما الأبعاد الدعوية ليوم عرفة ؟
3- هل يمكنني أن أحصل على مراجع في هذه المواضيع ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ففي الحج عموما أسرار وأهداف تربوية ودعوية وأخلاقية وغير ذلك ، وفي الوقوف بعرفة نصيب كبير من ذلك، فقد قال حجة الإسلام الغزالي رحمه الله في الإحياء : وأما الوقوف بعرفة فاذكر بما ترى من ازدحام الخلق وارتفاع الأصوات وباختلاف اللغات واتباع الفرق أئمتهم في الترددات على المشاعر اقتفاء لهم وسيرا بسيرهم عرصات القيامة واجتماع الأمم مع الأنبياء والأئمة واقتفاء كل أمة نبيها وطمعهم في شفاعتهم وتحيرهم في ذلك الصعيد الواحد بين الرد والقبول، وإذا تذكرت ذلك فألزم قلبك الضراعة والابتهال إلى الله عزوجل فتحشر في زمرة الفائزين المرحومين، وحقق رجاءك بالإجابة فالموقف شريف، والرحمة إنما تصل من حضرة الجلال إلى كافة الخلق بواسطة القلوب العزيزة من أوتاد الأرض، ولا ينفك الموقف عن طبقة من الصالحين وأرباب القلوب، فإذا اجتمعت هممهم وتجردت للضراعة والابتهال قلوبهم وارتفعت إلى الله سبحانه أيديهم وامتدت إلى أعناقهم وشخصت نحو السماء أبصارهم مجتمعين بهمة واحدة على طلب الرحمة فلا تظنن أنه يخيب أملهم ويضيع سعيهم ويدخر عنهم رحمة تغمرهم، ولذلك قيل: إن من أعظم الذنوب أن يحضر عرفات ويظن أن الله تعالى لم يغفر له .

والحاصل أن المسلم يستفيد من يوم عرفة أمورا منها :

1 ـ تهذيب النفس من أمراضها بالذكر والدعاء، وتذكر النبي صلى الله عليه وسلم في موقفه في هذا المكان .

2 ـ الشعور بالوحدة بين المسلمين وأن الجميع أمام الله سواء، فلا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، لا باللون ولا باللغة ولا بالجاه والسلطان ولا غير ذلك .

3 ـ الشعور بحاجة كثير من المسلمين مما يحمل الغني على البذل والسعي لنفع إخوانه الذين يشاركونه في الدين .

4 ـ حصول الألفة والتعارف والمحبة بين المسلمين حينما يلتقون على طاعة الله في مظهر واحد .

5 ـ استفادة المسلمين بعضهم من بعض في العلم والأخلاق وغير ذلك .

6 ـ تعرف المسلم على ما يجري لإخوانه المسلمين في شتى بقاع الأرض .

7 ـ تذكر الوقوف الأكبر بين يدي الله تعالى .

8 ـ الاستسلام التام لله تعالى بالوقوف في هذا المكان دون معرفة الحكمة التفصيلية للوقوف في هذا المكان وفي هذا الزمان بالتحديد .

وأما طلبك لمراجع كتبت في خصوص هذا الأمر فلم نقف على شيء في ذلك لندلك عليه، والله تعالى المسؤول أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة