السؤال
تحجج بعض النصارى عند ذكر التحريف في التوراة والإنجيل بأن ذلك غير صحيح وذلك بقول الله تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون، وأشار إلى أن آية أخرى تفيد بأن النصارى واليهود من ضمن أهل الذكر مع المسلمين وهي: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، وآية آخرى بنفس المعنى، وفي التفاسير مشار إليهم بذلك، أرجو الإفادة والرد؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا المحتج إن كان يؤمن بالقرآن ويصدق بدلالاته فليعلم أن القرآن قد نص على تحريف بعض أهل الكتاب لكتبهم، كما قال الله تعالى: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون {البقرة:75}، وقال تعالى: من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه {النساء:46}، أما ما احتج به فهو باطل لأنه لا يلزم حمل لفظ الذكر على معنى واحد، بل قد ورد هذا اللفظ في القرآن العظيم لعدة معان، وقد أجمع المفسرون على ان المقصود بقوله تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون {الحجر:9} القرآن، قال عبد الرحمن الجوزي في زاد الميسر: والذكر القرآن في قول جميع المفسرين، كما أن ما قبل بلآية يدل على ذلك وهو قوله تعالى: وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون.......
وليراجع في كون الله ضمن حفظ القرآن من التحريف واستحفظ أهل الكتاب لكتبهم، وفي تأكيد تحريف بعضهم لها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20706، 40774، 50460.
والله أعلم.