السؤال
نقول إن المستخرج أن يأتي المصنف إلى كتب الحديث فيخرج أحاديثه بنفسه فيجتمع معه في شيخه أو من فوق أو صحابي وشرطه أن لا يصل إلى شيخ أبعد، سؤالي هو: أن هذا غير معقول يعني حافظ يأتي إلى كتاب ويروي أحاديث لنفسه لأنه لو كان له سند إلى حديث معين لسبق صاحب الكتاب ولا يحتاجه، ونقول أيضا: إنه يجتمع معه في شيخه أو من فوق أو صحابي ويشترط أن لا يصل إلى شيخ أبعد، كيف هذا يصل إلى صحابي والصحابي أبعد من الشيخ، وأريد بعض الأمثلة عن المستخرجات وأين يجتمع اللقاء؟ وبارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المستخرجات صرح أهل المصطلح أنه يمكن للمخرج لها العدول عن الطريق التي يقرب اجتماعه فيها مع مصنف الأصل إلى الطريق البعيدة إذا كان ذلك لغرض من علو أو زيادة حكم مهم أو بيان مبهم في السند أو التصريح بتحديث مدلس أو نحو ذلك، فإن كان هناك غرض ساغ العدول عن الطريق الأقرب ولو لم يجتمع مع صاحب الصحيح إلا في الصحابي، فالمهم هو الاجتماع مع صاحب الصحيح في أقرب ما يمكن من السند بأن يجتمع معه في شيخه أو شيخ شيخه أو الصحابي، فقد قال السخاوي في فتح المغيث: والاستخراج أن يعمد حافظ إلى صحيح البخاري -مثلا- فيورد أحاديثه حديثا حديثا بأسانيد لنفسه غير ملتزم فيها ثقة الرواة وإن شذ بعضهم، حيث جعله شرطا من غير طريق البخاري إلى أن يلتقي معه في شيخه أو في شيخ شيخه، وهكذا ولو في الصحابي كما صرح به بعضهم، لكن لا يسوغ للمخرج العدول عن الطريق التي يقرب اجتماعه مع مصنف الأصل فيها إلى الطريق البعيدة إلا لغرض من علو أو زيادة حكم مهم أو نحو ذلك، ومقتضى الاكتفاء بالالتقاء في الصحابي أنهما لو اتفقا في الشيخ -مثلا- ولم يتحد سنده عندهما ثم اجتمع في الصحابي إدخاله فيه؛ وإن صرح بعضهم بخلافه. انتهى، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 52535.
والله أعلم.