هل يشرع تكرار الاستخارة

0 528

السؤال

إذا هم الإنسان بعمل صلاة استخارة يقال إنه يجب ألا يكون بداخله أي اختيار ولكن أحيانا يرغب الإنسان في أن يستخير ربه ويترك له الأمر وأنه سوف يرضى بما سيكتبه الله له ويرشده إليه ولكن قد تكون بداخل الإنسان رغبة في أن يتحقق الشيء الذي يستخير ربه فيه فهل هذه الأمنيه تعتبر أن الإنسان مقرر هذا الأمر وتفسد صلاة الاستخارة وإذا كان الأمر كذلك فماذا يجب أن أفعل حتى لا يكون بداخلي أي شيء عند عمل صلاة الاستخارة حتى يتقبلها مني الله وهل يشترط أن تظهر صلاة الاستخارة للإنسان في صورة حلم أم في أي صورة تظهر صلاة الاستخارة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن من آداب صلاة الاستخارة أن يتبرأ المرء من حوله وقوته وعلمه واختياره لنفسه، ويعتمد على الله سبحانه وتعالى في ذلك كله ويفوض إليه أمره ويوطن نفسه على الرضا التام والتسليم بما سيختاره له ربه ويقدره فهو سبحانه العليم بعواقب الأمور كلها، الحكيم في أفعاله ومقاديره، والرحيم بعباده، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه، فإذا صدق العبد في ذلك التبرؤ والاعتماد والتفويض ووطن نفسه على تلك المعاني واستخار الله تعالى على الصفة التي علمه النبي صلى الله عليه وسلم إياها فسيختار الله له ما فيه الخير وسيشرح صدره لما قدر له ويرضيه به ويصرف عنه ما سوى ذلك، فعندئذ عليه أن يتوكل على الله وأن يمضي فيما انشرح له صدره، يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: وينبغي أن يفعل ما ينشرح له صدره فلا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان له فيه هوى قبل الاستخارة بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأسا وإلا فلا يكون مستخيرا لله بل مستخيرا لهواه، وقد يكون غير صادق في طلب الخيرة وفي التبري من العلم والقدرة وإثباتهما لله تعالى فإذا صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة ومن اختياره لنفسه. انتهى. وننبه إلى المطالب به شرعا من ترك الميل لما كان يهواه المرء قبل الاستخارة إنما هو ما كان من ذلك في طوق المرء صرف النفس عنه وتخليصها منه، أما ما كان خارجا عن ذلك فلا يطالب المرء به لأنه غير مقدور له، والله سبحانه وتعالى يقول: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها(البقرة: من الآية286). ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يعدل بين نسائه ثم يقول: اللهم هذا فعلي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك. يعني زيادة المحبة وميل القلب والحديث أخرجه الإمام أحمد والحاكم وابن حبان وأصحاب السنن، وأما سؤالك هل يظهر أثر صلاة الاستخارة في حلم يراه الشخص أو في أي صورة فالجواب أن الذي على المستخير هو أن يستخير على الصفة المتقدمة ثم ما سيقدره الله تعالى هو الذي فيه الخير وهو أثر الاستخارة. وقد نص العلماء على أن انشراح الصدر دليل على قبول الاستخارة، أما الرؤى فلا يبنى عليها حكم، ولا يتوقف عليها عمل بل إن العلماء عدوا انتظار حصول الرؤى في الاستخارة من الجهل، يقول ابن الحاج المالكي في المدخل: وبعضهم يستخير الاستخارة الشرعية ويتوقف بعدها حتى يرى مناما يفهم منه فعل ما استخار فيه أو تركه أو يراه غيره له، وهذا ليس بشيء، لأن صاحب العصمة صلى الله عليه وسلم قد أمر بالاستخارة والاستشارة لا بما يرى في المنام. انتهى. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة