خمر الدنيا وخمر الآخرة

0 364

السؤال

في أي آية في القرآن الكريم ذكر الخمر في الجنة، الذي لا أفهمه، أليس كلمة الخمر هي من التخمير وكل أنواع الشراب التي تجعل من يشربها يفقد التركيز لأنها تحتوي على الخمر، فلماذا حرمه الله علينا بالدنيا وحلله سبحانه وتعالى بالآخرة، أنا أعلم أن الله ذكر الخمر في الجنة لا يؤذي أو يفقدنا عقلنا، ولكن مع هذا أتساءل لماذا قيل الخمر، فكنا نعلم الخمر هو من التخمير، فأرجو توضيح هذا لي لأني أحتاج لتفسير أكثر؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله تعالى ذكر خمر الجنة ومن ذلك قوله: مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم {محمد:15}.

واعلمي أن الله تعالى حكيم في تدبيره وتشريعه وقد حرم الخمر في الدنيا لما فيها من الضرر على العقل والجسم, وأباحها في الآخرة وجعلها لذة للشاربين منزهة عن قاذورات خمر الدنيا وأذاها وما فيها من الأضرار، فنفى عنها صداع الرأس ووجع البطن وإزالة العقل بالكلية، وقد بينا ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 4295.

واعلمي أنه أنما سميت الخمر خمرا لأنها تركت فاختمرت أي تغير ريحها, وقيل سميت بذلك لمخامرتها العقل أي مخالطته، وقيل لأنها تغطي العقل أي تستره, يقال اختمرت المرأة لبست الخمار, والتخمير التغطية يقال خمر إناءك، قال صاحب القاموس: سميت خمرا لأنها تخمر العقل وتستره، أو لأنها تركت حتى أدركت واختمرت، أو لأنها تخامر العقل، أي: تخالطه. وراجعي كتب المعاجم كلسان العرب والنهاية وكتب التفسير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة