الدعاء للكافر.. الجائز والممنوع

0 396

السؤال

أنا وقعت في حب امرأة مشركة وأنا أعاني من هذه الحالة وأريد أن أنهي علاقتي بها ولكني أخاف عليها من أهوال يوم القيامة فهل يجوز أن أستودعها عند الله على نية أن يهديها حسب الحديث الشريف ( من استودع الله شيئا حفظه له) ؟
جزاكم الله عنا كل خير .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك أن تحب امرأة مشركة ولا رجلا مشركا سيما إذا أصر على كفره وشركه، فقد قال تعالى عن إبراهيم وأبيه :  فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه {التوبة: 114 } وقال تعالى:   لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان {المجادلة: 22 } وقد بينا حكم الحب في الإسلام ما يجوز منه وما لا يجوز في الفتوى رقم:5707 ،  

وأما الحديث الذي ذكرته فقد أخرجه ابن حبان في صحيحه عن مجاهد قال : خرجت إلى العراق أنا ورجل معي فشيعنا عبد الله بن عمر، فلما أراد أن يفارقنا قال: إنه ليس معي شيء أعطيكما؛ ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا استودع الله شيئا حفظه، وإني أستودع الله دينكما وأمانتكما وخواتيم عملكما . وفي جامع العلوم والحكم قال ابن رجب بعدما ذكر الحديث: قال المناوي في فيض القدير عند شرحه لهذا الحديث: لأن العبد عاجز ضعيف والأسباب التي أعطيها عاجزة ضعيفة مثله، فإذا تبرأ العبد من الأسباب وتخلى من وبالها وتحلى بالاعتراف بالضعف واستودع الله شيئا فهذا منه في ذلك الوقت تخلى وتبرى من حفظه ومراقبته فيكلأه الله ويرعاه ويحفظه، والله خير حفظا، فهذا هو معنى الحديث، ولاينبغي أن تستودع الله تلك المشركة ليحفظها من النار؛ إذ لا يجوز الدعاء للكافر بالمغفرة أو الرحمة ونحوهما من ثواب الآخرة. قال النووي في المجموع: وأما الصلاة على الكافر، والدعاء له بالمغفرة فحرام بنص القرآن والإجماع. أما الدعاء له بالهداية، والدخول في الإسلام فيجوز.

 كما لا يجوز لك أن تبقى معها على علاقة غير مشروعة كما بينا سابقا، ولكن تدعوها إلى دين الإسلام بضوابط ذلك دون خلوة أوخضوع بالقول، فإن أجابتك إلى ذلك وهداها الله للإسلام فبها ونعمت؛ وإلا فإنك لا تستطيع هداية من تحب؛ كما قال تعالى لنبيه :  إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين {القصص: 56 } وقال :  فلا تذهب نفسك عليهم حسرات {فاطر: 8 } ومصيرها إذا لم تسلم إلى نار جهنم خالدة فيها -والعياذ بالله- قال تعالى : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء {النساء: 116 } وقال : إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية {البينة: 6 } فإن كنت صادقا في شفقتك عليها فاجتهد في دعوتها لعل الله يهديها على يديك، وقد قال صلى الله عليه وسلم : لأن يهدي الله على يديك أو بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. رواه البخاري ومسلم. والمقصود النفس، وذكر الرجل من باب الغالب، والأولى أن يتولى النساء أمر دعوتها؛ إذ لايؤمن عليك أن تقع معها في معصية، أو ترى منها ما لا يجوز لك ونحوه ، وانظر الفتوى رقم : 11975 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة