السؤال
أعمل في بنك قطاع عام (غير إسلامي) وسوف يتم خصخصة البنك والاستغناء عن نصف العمالة به، ويوجد بالبنك صندوق تأمين خاص يشترك فيه العاملون بقسط شهري يستقطع من الراتب، وكان يستخدم هذا الصندوق في إعطاء مكافأة للعاملين عند انتهاء الخدمة والمعاش تبلغ 100 ألف جنيه، حاليا قام البنك بإعطاء العاملين به قرضا 100 ألف جنيه بضمان هذا الصندوق بسعر فائدة قدره 8% وقد علمنا أنه سوف يلغى هذا الصندوق بعد خصخصة البنك ويأخذ كل موظف ما دفعه من أقساط خلال مدة خدمته فقط، فهل يجوز أن آخذ هذا القرض وأضعه في بنك إسلامي بسعر فائدة يتأرجح تقريبا حول 8% وبالتالي نستخدم قيمة الفائدة الدائنة في سداد قيمة الفائدة المدينة ويظل أصل المبلغ 100 ألف جنيه وذلك حفاظا على مستحقاتي في حالة الاستغناء عني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أنه يحرم على المرء أن يعمل في بنك ربوي، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 1009.
كما أنه لا تجوز المشاركة في صندوق للتأمين التجاري، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 2593.
ثم اعلم أن البنك إذا كان يستقبل من أرباب الأموال ودائعهم بفوائد هي نسب من رؤوس أموالهم، فإنه لا يمكن وصفه بأنه بنك إسلامي، لأن هذا هو عين الربا الذي قال الله فيه: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين* فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون {البقرة:278-279}، وعليه؛ فلا يجوز أن تأخذ هذا القرض، ولا أن تضعه في البنك الذي تزعم أنه إسلامي، وواجبك أن تبادر إلى التوبة من جميع ذلك.
والله أعلم.