السؤال
ما تفسير هذه الآية ( رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض )
وهذه الآية ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) ؟
ما تفسير هذه الآية ( رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض )
وهذه الآية ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فهذه الآية جاءت في سياق قصة آدم وحسد إبليس له وامتناعه عن أمر الله تعالى بالسجود له. قال تعالى مخبرا عن إبليس وتمرده وعتوه: قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين (39) إلا عبادك منهم المخلصين {الحجر: 39-40}. فأقسم اللعين أنه سيغوي ذرية آدم ويزين لهم المعاصي ويرغبهم فيها في الأرض أي في الدنيا التي هي دار الغرور والشهوات ولم يستثن من ذلك إلا من أخلص في عبادته لله تعالى فإنه لا سبيل للشيطان عليه أو من أخلصه الله تعالى كما قال تعالى: إن عبادي ليس لك عليهم سلطان. وأما قول الله تعالى: ربنا ظلمنا أنفسنا {لأعراف: من الآية23} فهو حكاية عن آدم وحواء عليهما السلام عند ما وقعا في الأكل من الشجرة فاعترفا بذنبهما وتابا منه إلى الله تعالى فتاب الله عليهما. وهذه هي الكلمات التي تلقى آدم من ربه كما قال غير واحد من أهل التفسير. قال تعالى: فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم{البقرة:37} قال صاحب الظلال: إنها خصيصة الإنسان التي تصله بربه وتفتح له الأبواب إليه الاعتراف والندم والاستغفار والشعور بالضعف والاستعانة بالله عز وجل وطلب رحمته مع اليقين أنه لا حول ولا قوة إلا بعون الله ورحمته وإلا كان من الخاسرين اهـ. ملخصا من تفاسير القرآن العظيم. والله أعلم.