السؤال
لصديقتي علاقة مع شاب عربي وليس بمسلم فنصحناها بترك تلك العلاقة، علما بأنها مقيمة في فرنسا منذ 25 سنة فلم تقتنع بنصيحتنا ثم بدأنا نشرح لها عواقب تلك العلاقة، وأخيرا اقتنعت ولكن بتردد، لهذا نود من فضيلتكم دليلا قاطعا بخصوص تلك العلاقة، وكذلك نود أن تترجم باللغة الفرنسية؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالله سبحانه وتعالى حرم اتخاذ الأخدان أي الأصدقاء والصديقات على كل من الرجال والنساء، فقال في خصوص النساء: محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان {النساء:25}، وفي خصوص الرجال: محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان {المائدة:5}.
وهذا كله فيما إذا كان الخدن مسلما، وأما إن كان كافرا فإن التحريم يكون آكد، لأن زواج المسلمة من الكافر محرم بالكتاب والسنة والإجماع، قال الله تعالى: ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم {البقرة:221}، وقد كان بعض المسلمات في أول الإسلام تحت أزواج كافرين حتى نزل قوله تعالى: فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن {الممتحنة:10}، وقد أجمع المسلمون على تحريم زواج المسلمة ممن ليس على دينها.
وإذا تقرر ذلك فمن باب أولى تحريم علاقة المسلمة بالكافر من غير زواج، ثم إن الإنسان مجبول على الاستفادة من أصدقائه والتأثر بهم، وكما قيل: الطباع سراقة. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أحمد وأبو داود والترمذي. والمرء يكون يوم القيامة مع من أحب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب. متفق عليه.
لهذا كله ننصح الأخت موضوع السؤال بالابتعاد عن هذه العلاقة الآثمة، وأن تتوب إلى الله من كل ذلك قبل فوات الأوان، فإن المقام في هذه الدار قصير -كما هو مشاهد- ثم ينتقل الإنسان إلى دار الجزاء، فيجد ثمت ما عمل من خير محضرا، وما عمل من سوء يود لو أن بينه وبينه أمدا بعيدا، ونسأل الله أن يهدينا جميعا، ويأخذ بنواصينا إلى الخير، وإلى الصراط المستقيم.
والله أعلم.