السؤال
أصحاب الفضيلة : نقرأ في بعض الكتب أن الإيمان قول وعمل ، قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح ، سؤالنا عن معنى قول القلب ، لماذا أضيف القول إلى القلب من أن وظيفة القلب التصديق ؟ ومعلوم أن الإقرار هو وظيفة اللسان لأنه أداة النطق فما معنى قول القلب ؟ بارك الله فيكم وفي علمكم .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ورد استعمال لفظ ( قول القلب ) عن سلف الأمة في تعريف الإيمان؛ كما هو مذكور بالسؤال. وهم يقصدون بذلك الاعتقاد والتصديق ، وراجع في هذا الفتوى رقم : 20638 ، والفتوى رقم : 12517 ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الاستقامة: فوصف القلب والنفس بأنه يقول ويأمر ويتحدث وينطق ونحو ذلك يستعمل مع التقييد باتفاق المسلمين. اهــ . وقد ذكر أمثلة لذلك من القرآن والحديث وقول السلف ومن ذلك :
1 ـ قول الله سبحانه في سورة يوسف : إن النفس لأمارة بالسوء {يوسف: 53 }
2 ـ حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به . رواه البخاري ومسلم .
3 ـ قول أبي الدرداء رضي الله عنه: ليحذر أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين وهو لا يشعر .
4 ـ قول الحسن البصري رحمه الله: ما زال أهل العلم يعودون بالتذكر على التفكر ، وبالتفكر على التذكر ، ويناطقون القلوب ، حتى إذا نطقت فإذا لها أسماع وأبصار ، فنطقت بالعلم وورثت الحكمة .
5 ـ قول الجنيد : التوحيد قول القلب .
والله أعلم .