حكم تكرير العمرة لمن لم يحج

0 292

السؤال

أمي امرأة مسنة تبلغ من العمر 73 سنة تريد أن تذهب لأداء العمرة وتأخذني معها كي أساعدها مع العلم أنها ذهبت لأداء العمرة مرة منذ عامين وتريد أن تذهب مرة أخرى للعمرة وتقول لي سوف أدفع لك مبلغ ألف جنيه وأنت تكمل الباقي ألف ونصف وأنا لا أملك سوى 4 ألاف جنيه أدخرهم لأولادي ولا أستطيع أن أدفع ألف جنيه لأنني كل عام أستطيع أن أدخر ألف جنيه وأمي تأخذ معاش حوالي 700 جنيه لأنها كانت تعمل موظفة مع العلم أنني ذهبت للعمرة منذ ثلاث سنوات فقلت لأمي انتظري لكي يكون معك مال أكثر واذهبي للحج لأنه فرض والعمرة سنة مع العلم أنها معها مال يكفيني أنا وهي للعمرة ولكن لا يكفيها للحج، فهل إذا رفضت هذا الكلام أكون عاقا لها ومذنبا، دلوني ماذا أفعل مع العلم أنها مصرة على ذلك الفعل إصرارا شديدا وكبيرا جدا ؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا لم تكن أمك قد أدت فريضة الحج وقد اعتمرت من قبل فالأولى أن تهيئ نفسها للحج، وينبغي أن تحثها على ذلك وتحاول إقناعها به ومساعدتها عليه إن استطعت، ولها أن تعمل مع الحج عمرة معه فتقرن أو تتمتع، أو بعده فتجمع بين الحسنيين حج وعمرة.

فإن أصرت على أن تذهب للعمرة وأن تصحبها فيجب عليك ذلك لأن طاعتها واجبة في المعروف، وهذا من المعروف إن لم يكن لديك مانع شرعي معتبر، وهي أولى مما تدخره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أمك. قال: ثم من. قال: ثم أبوك "متفق عليه.

وننبهك إلى أنه لا يجب عليها أن تجمع الفلوس للحج، وإنما يجب عليها إذا جاء وهي قادرة غير متصفة بمانع فلها أن تعتمر مرارا وإن لم تحج، قال الإمام النووي في المجموع: أجمع العلماء على جواز العمرة قبل الحج سواء حج في سنته أم لا، وكذا الحج قبل العمرة، واحتجوا له بحديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر قبل أن يحج، رواه البخاري، وبالأحاديث الصحيحة المشهورة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر ثلاث عمر قبل حجته، وكان أصحابه في حجة الوداع أقساما منهم من اعتمر قبل الحج ومنهم من حج قبل العمرة. انتهى، وراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 60352.

وراجع أيضا شروط وجوب الحج في الفتوى رقم: 22472، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 40743،  والفتوى رقم: 28369.

والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة