السؤال
فإني كنت من العصاة، أما الآن فقد هداني الله سبحانه له الشكر، فأصبحت حريصا على أداء الصلاة في وقتها وفي المسجد وأذكر الله عز وجل من وقت لآخر، وأصوم كل اثنين وخميس، وأحاول جاهدا تحصين لساني، وأحاول جاهدا غض البصر، ألا أن هناك أمرا ما وهو أنني قبل هذا كنت من العصاة وقد ارتكبت معصية علم بها أحد الأشخاص وبدأ يساومني مقابل سكوته إلا أنني قطعت الاتصال به وتوجهت إلى الله داعيا إياه أن يسترني من هذه المعصية في الدنيا والآخرة، وكنت أقول في دعائي اللهم استرني من كذا وكذا في الدنيا والآخرة، واجعل لي آية، فهل نعمة الطاعة التي أصبحت فيها ولم أكن عليها من قبل آية من الله على ستره لي؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهنيئا لك بالتوبة وهنيئا لك بالاستقامة، ونسأل المولى جل وعلا أن لا يزيغ قلبك بعد إذ هداك. وأما ما سألت عنه فقد ذكرنا بعض الدلائل على قبول توبة العبد وأسباب استجابة الدعاء في الفتوى رقم: 29785، والفتوى رقم: 2150.
وقد يكون ما ذكرت من الطاعة والالتزام آية على استجابة دعائك, وقد يكون انقطاع من كان يهددك بالفضيحة أو غير ذلك مما تلحظه في نفسك من اطمئنان وثقة. فما دمت قد سألت الله مضطرا للستر عليك وعملت بأسباب استجابة الدعاء، فلن يخيب رجاءك ولن يرد دعاءك بإذنه، فقد قال: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون {البقرة:186}، ومن اتقى الله جعل له من همه فرجا ومخرجا، ومن توكل عليه كفاه، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.
والله أعلم.