السؤال
الخلافة في الأرض هل للمؤمن وحده أم للإنسان بشكل عام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الخلافة التي هي يعني السلطان والملك والقيادة والولاية على الناس هي في الأصل للمؤمنين العاملين بالحق الحاكمين بالعدل والإنصاف بين الناس؛ كما وصفهم الله تعالى في محكم كتابه بقوله:
وفي قوله تعالى: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا {النور:55}
ونقل القرطبي وغيره عن ابن خويزمنداد المالكي قال: الظالم لا يكون خليفة ولا حاكما ولا مفتيا ولا شاهدا ولا راويا.
وأما ما جاء في قول الله تبارك وتعالى: إني جاعل في الأرض خليفة {البقرة: من الآية30} فقد قال أهل التفسير: جيلا بعد جيل يعمرونها, وقرنا بعد قرن, وخلفا بعد سلف.
وقال ابن كثير في التفسير: أي قوما يخلف بعضهم بعضا قرنا بعد قرن؛ كما قال تعالى: هو الذي جعلكم خلائف في الأرض {فاطر: 39} وقال: ويجعلكم خلفاء الأرض {النمل: 62} فهو شامل لآدم عليه السلام ومن جاء بعده وأخلفه من ذريته، فهؤلاء خلفاء يخلف بعضهم بعضا.
وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتاوى:60360، 61329.
والله أعلم.