السؤال
لي أخ جمع ماله من حلال وحرام وهو يتولى الإنفاق على العائلة أحيانا... مع العلم بأني أنا الوحيد الذي يعلم بذلك، أرجوكم أخبروني ماذا أفعل، هل اخبر العائلة بذلك وهل علي وزر عند أخذ المال منه، مع العلم بأني مازلت في مرحلة الدراسة، وقد أكد لي مرارا أنه سيطهر ماله من الحرام، وذلك برد ما أخذه إلى أصحابه، ماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن واجبك الأول هو نصح أخيك بالتوبة من جميع ما وقع فيه من الحرام, فإنه لا يدري متى تحين منيته. ومن تمام توبته أن يرد المال إلى أصحابه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو شيء فليتحلله من قبل أن يؤخذ منه حين لا يكون دينار ولا درهم, فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته, وإلا أخذ من سيئات صاحبه فحملت عليه. رواه البخاري.
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك فإن واجب المسلم هو تجنب الحرام في مأكله ومشربه وملبسه. والله تعالى قد أمر عباده بالأكل من الطيبات وحرم عليهم أكل الخبائث، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم {البقرة:172}، وقال: ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبآئث {الأعراف:157}، والأكل من الحرام سبب في عدم استجابة الدعاء، ففي الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم: ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء ومطعمه حرام وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب له. رواه مسلم عن أبي هريرة.
وقد اختلف أهل العلم في حكم الأكل عند حائز المال الحرام، وكنا قد بينا مختلف أقوالهم فلك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 6880.
وعليه فواجبك أن تخبر العائلة بالأمر ليكونوا على بصيرة منه، وقد علمت مما ذكر أن الأفضل لكم جميعا هو تجنب الأكل من هذا المال، ولكن من كان منكم محتاجا إلى الأكل منه، فلا حرج عليه في ذلك إلى أن يستغني عنه ما دام المال مالا مختلطا.
والله أعلم.