السؤال
هناك بعض الآيات القرآنية تسمى بالقصص القرآني ومن هذه الآيات أو القصص قصة سيدنا يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، حين التقمه الحوت، كم المدة التي عاشها النبي يونس (عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام) في بطن الحوت، وكيف كانت عيشته في بطن الحوت، وكيف كان يأكل ويشرب، وما هي الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقصة يونس بن متى عليه وعلى نبينا أزكى الصلوات وأتم التسليم ذكرها الله تعالى في محكم كتابه بقوله: وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين {الأنبياء:87}، وفي قوله: وإن يونس لمن المرسلين * إذ أبق إلى الفلك المشحون* فساهم فكان من المدحضين* فالتقمه الحوت وهو مليم* فلولا أنه كان من المسبحين* للبث في بطنه إلى يوم يبعثون* فنبذناه بالعراء وهو سقيم * وأنبتنا عليه شجرة من يقطين* وأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون* فآمنوا فمتعناهم إلى حين {الصافات}، وأشار إليها في قوله أيضا: فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم {القلم:48}.
فهذه هي قصة يونس عليه السلام كما صورها القرآن، وفيما ذكر تحصل العبرة والبيان والتطلع إلى ما وراءه مما لا ينبغي من معرفة جميع تفاصيل القصة وجميع جزئياتها مما لا يفيدنا في ديننا أو دنيانا، فالاشتغال بما يفيد وتعلم ما ينفع أولى.
وأما ما سألت عنه من مدة لبثه في بطن الحوت وطعامه وشرابه ونحو ذلك من حركاته، فلم نقف على خبر من كتاب أو سنة به فيما اطلعنا عليه غير ما ذكره ابن كثير في تفسيره عن مدة لبثه في بطن الحوت عن سعيد بن أبي الحسن البصري قال: مكث في بطن الحوت أربعين يوما. رواه ابن جرير، وقال البغوي في تفسيره: فمكث فيه أربعين من بين يوم وليلة. وقال عطاء: سبعة أيام. وقيل: ثلاثة أيام. وقال أبو السعود: قذفه الحوت إلى الساحل بعد أربع ساعات كان فيها في بطنه وقيل بعد ثلاثة أيام. وقال الألوسي: قذفه إلى الساحل بعد ساعات. قال الشعبي: التقمه ضحى ولفظه عشية. وعن قتادة أنه بقي في بطنه ثلاثة أيام وهو الذي زعمته اليهود. وعن جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه أنه بقي سبعة أيام. وهذه جملة من الأقوال مما ذكر في مدة لبثه ولم نقف لها على دليل من كتاب أو سنة فيما اطلعنا عليه ولا على خبر بطعامه وشرابه، والأولى كما ذكرنا سابقا أن يعرض المرء عن مثل ذلك ويشتغل بما ينفعه فيتفقه في دين الله ليكون ممن أراد الله بهم خيرا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.
والله أعلم.