السؤال
ما المقصود بالحديث الشريف: لا يغلب عسر يسرين، فما هما هذان اليسران ..وكيف يكون ذلك؟
وشكرا.
ما المقصود بالحديث الشريف: لا يغلب عسر يسرين، فما هما هذان اليسران ..وكيف يكون ذلك؟
وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الخبر روي موقوفا ومرفوعا، وقد تتبع السخاوي رحمه الله طرقه ورواياته في المقاصد الحسنة فقال : حديث لن يغلب عسر يسرين أخرجه الحاكم والبيهقي في الشعب من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن الحسن مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم وهو يضحك وهو يقول وذكره بزيادة إن مع العسر يسرا، وهو عند الطبراني من طريق أبي ثور عن معمر ورواه العسكري في الأمثال وأخرجه ابن مردويه من طريق عطية عن جابر موصولا وسنده ضعيف، وفي الباب عن ابن عباس من قوله ذكره الفراء عن الكلبي عن أبي صالح عنه وعن ابن مسعود موقوفا أيضا أخرجه عبدالرزاق عن جعفر بن سليمان عن ميمون أبي حمزة عن إبراهيم عنه قال: لو كان العسر في جحر ضب لتبعه اليسر حتى يستخرجه، لن يغلب عسر يسرين ، بل للطبراني عن ابن مسعود مرفوعا لو دخل العسر جحرا لدخل اليسر حتى يخرجه فيغلبه فلا ينتظر الفقير إلا اليسر، ولا المبتلى إلا العافية، ولا المعافى إلا البلاء، ورواه ابن أبي الدنيا ومن طريقه البيهقي في الشعب من طريق شعبة بن معاوية بن قرة من محدثة عن ابن مسعود قال لو أن العسر دخل في جحر لجاء اليسر حتى يدخل معه ثم قرأ إن مع العسر يسرا وكذا في الباب عن عمر موقوفا ذكره مالك في الموطأ عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب بلغه أن أبا عبيدة حصر بالشام فذكر القصة وقال في الكتاب إليه ولن يغلب عسر يسرين ومن طريقه رواه الحاكم وهذا أصح طرقه وأخرجه ابن أبي الدنيا ومن طريقه البيهقي في الشعب من طريق عبدالله بن زيد بن أسلم عن أبيه أن أبا عبيدة حصر فكتب إليه عمر يقول مهما ينزل بامرئ شدة يجعل الله بعدها فرجا وإنه لن يغلب عسر يسرين، والمقصود باليسرين في الخبر ما ورد في الآية قوله تعالى: فكرر العسر معرفا والمعرفة إذا تكررت لا تقتضي المغايرة إنما تقتضي نفس المعرفة السابقة، وكرر اليسر منكرا وإعادة النكرة تقتضي المغايرة كما يقول النحاة، قال سفيان بن عيينه إن مع ذلك العسر يسرا آخر، وأشار به إلى قول النحاة إن المعرفة إذا أعيدت معرفة تكون الثانية عين الأولى، والنكرة إذا أعيدت نكرة تكون غيرها، وقال الحكيم الترمذي: اليسر الأول هو ما أعطي العبد من الآلة والعلم والمعرفة والقوة فلولا النفس التي تحارب صاحبها تدفع ما يريد إفساده عليه لكان الأمر يتم فإنه قد أعطي يسر ما به يقوم الأمر الذي أمر به لكن جاءت النفس بشهواتها والعدو بكيده فاحتاج إلى يسر آخر، فإذا جاء العون انهزمت النفس والشهوة وهرب العدو وبطل كيده فهذا ليس يسر فهما يسران لن يغلبهما هذا العسر الذي بينهما وهو مجاهدة النفس حتى يأتيك اليسر الثاني وهو العون من الله بعطفه عليك كرر ذلك اتباعا للفظ الآية إشارة إلى أن العسرين في المحلين واحد واليسر الأول غير الثاني لأن النكرة إذا كررت فالثاني غير الأول والمعرفة الثانية عينه. اهـ
هذا مجمل ما ذكره أهل العلم .
والله أعلم.