السؤال
لي حاجة أتمنى قضاءها وأدعو الله دائما أن يحققها لي ولكن مع ثقتي بالله تحضرني آية وهي " أفأمنوا مكر الله" فأنا لا آمن مكر الله لأنني لست من الخاسرين إن شاء الله....... هل لي أن أفهم تفسير الآية تفسيرا صحيحا؟؟؟؟ وهل إذا لم يكن مقدرا لي أن تتحقق دعوتي فهل يمكن بكثرة دعائي وقيام الليل وتقربي إلى الله بقدر الإمكان أن يغير الله ما هو مقدرا؟؟أفيدوني أفادكم الله
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الالتجاء إلى الله تعالى في قضاء الحوائج وكثرة دعائه والإلحاح عليه والتضرع.... من أفضل مظاهر العبادة وأعظمها وألذها، قال الله تعالى: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون { البقرة:186 }، وقال تعالى: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين { غافر:60 }، فينبغي أن تكثري من الدعاء ولا تيأسي ولا تقنطي، وثقي أن الدعاء خير لك على كل حال، فالدعاء هو العبادة ، ومما يحقق الإجابة الثقة بالله تعالى، وتجنب الحرام، والدعاء في أوقات الإجابة، فقد روى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه وغيرهم بألفاظ متقاربة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه. وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة.
وأما القدر فلا تشغلي نفسك به واعملي بالأسباب وما أمرك به الشرع من الدعاء، فالقدر سر الله تعالى في خلقه لا يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل، ولا يعلم أحد أن هذا الأمر مقدر أو غير مقدر، والتطلع إلى ذلك والانشغال به من وساوس الشيطان وأسباب الحرمان.
وأما الآية الكريمة فقد ذكر أهل التفسير أن الذي يأمن مكر الله هو الذي يعمل بالمعاصي وهو آمن لا يخاف غضب الله وعقابه، ونقل ابن كثير عن الحسن قوله: المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وجل خائف، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن. والخاسرون هم الذين أفرطوا في الخسران ووقعوا في وعيده الشديد... ومكر الله استدراجه لهم بالنعمة والصحة وأخذهم بالعذاب بغتة. وللمزيد نرجو أن تطلعي على الفتاوى: 21400 / 34952 / 35806 .
والله أعلم.