عمل الكافر ببعض الشريعة لا عبرة به

0 490

السؤال

قسم أهل العلم العبودية إلى ثلاثة أقسام (عبودية عامة: وهي لكل الخلق ويدخل فيها حتى الكفار
- عبودية خاصة: وهي تعم كل من تعبد لله بشرعه
- خاصة الخاصة: وهي للرسل)
والسؤال هو في القسم الثاني وهي العبودية الخاصة التي تعم كل من تعبد لله بشرعه، فهل يدخل فيها الكفار إذا فعلوا شيئا من فروع الشريعة تقربا لله تعالى على أنهم مخاطبون بفروع الشريعة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتقسيم العبودية إلى عامة وخاصة ذكره الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه (مدارج السالكين)، وقد عرف العبودية الخاصة بأنها عبودية الطاعة والمحبة واتباع الأوامر، وليس كما عرفها الأخ السائل بأنها تعم كل من تعبد لله بشرعه.

والكافر غير داخل في العبودية الخاصة ولو تعبد ببعض الشريعة وذلك لأمرين:

الأول: أنه لا يمكن أن يقال ذلك، والله تعالى يقول: وكان الكافر على ربه ظهيرا {الفرقان:55}، قال سعيد بن جبير: عونا للشيطان على ربه. وقال مجاهد: يظاهر الشيطان على معصية الله ويعينه.

فلا يمكن أن يكون الكافر من خاصة عباد الله وهو في نفس الوقت يظاهر الشيطان على ربه.

الثاني: أن الكافر وإن تعبد ببعض الشريعة فإن الله لا يتقبل منه عملا ما دام على الشرك، لقول الله تعالى: ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون {الأنعام:88}، ولقوله تعالى: وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله {التوبة:54}، وقوله تعالى: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا {الفرقان:23}، فإذا كان عمل الكافر غير متقبل فوجوده وعدمه سواء ولا عبرة به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة