معلمة الإنجليزية ودعوة البنات إلى الله

0 307

السؤال

أنا معلمة لغة انجليزية منذ خمس سنوات وطالبة علم شرعي حيث التحقت بدورات علمية موثوقة منذ سنتين تقريبا وأخذت دورات في التلاوة والتجويد وأدرس في الإجازة الصيفية القرآن في تحفيظ القرآن . وأنا أحب تدريس مادة اللغة الإنجليزية.أحيانا يقول لي طالباتي في المدرسة ( متوسطة ) هل أنت معلمة انجليزي أم معلمة دين، وأرد عليهن أن لا يفصلوا بين الدين والدنيا فكلنا دعاة لله.سؤالي هو: هل يلزمني أن أغير تخصصي إلى مادة شرعية حتى أكون داعية لله؟وإذا لم أغير تخصصي فكيف أتخلص من وساوس الشيطان في أني مرائية وكيف أتخلص من شعوري بالفرح عندما يقال لي معلمة إنجليزي وملتزمة ؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نهنئك بالاشتغال بدراسة العلم الشرعي، فدراسته مطلوبة من كل المسلمين مهما كانت تخصصاتهم، ولا يسوغ لأي صاحب تخصص أن ينشغل بمادته عن دراسة ما يحتاجه في أمور دينه من العلوم الشرعية، وينبغي لمن تعلم شيئا من الدين أن يعلمه لغيره فتلك زكاته، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالنضرة لمن سمع كلامه فوعاه وبلغه غيره، وقال في حديث أبي داود وأحمد : تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم . وبما أن المهمة العامة للتعليم هي التربية والتهذيب ونشر المعارف فيتعين استخدام كل التخصصات في هذا المجال، فعلى مدرس الانجليزية أن يجعل أمثلته كلها أمثلة شرعية أو حكما مفيدة تساهم في تهذيب أخلاق الطلاب وتحرضهم على الالتزام ، ولا يلزم مدرس الانجليزية إذا اقتنع بأهمية تخصصه في الحديث مع الطلاب عما يفيدهم من الأمور الدينية أن يغير تخصصه إلى المادة الشرعية، بل عليه أن يحتسب الأجر في توظيف تخصصه فيما يفيد ويسد مسد من يخشى أن يستخدمه في نشر ثقافة الكفار وقيمهم وأخلاقهم .

وأما ما يوسوس به الشيطان لك فهو من مكره الخبيث حيث يثبط الناس عن العمل بدين الله بحجة أنهم مراءون أو أن الطريقة التي استخدموها غير سليمة وعالجي الأمر واقمعيه بتذكر ما أعد الله تعالى لمن ساهم في تعليم دينه ونشره والدعوة إليه من الثواب، فقد وعد الدعاة للخير والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر بالفلاح فقال: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون {آل عمران: 104 } .

وأما الفرح بما يقال عنك أنك معلمة انجليزية وملتزمة فهو من الفرح بما هو محمود، ونرجو أن يكون من بشرى المسلم في الحياة الدينا فقد قال تعالى: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم {يونس: 62 ـ 64 } وراجعي الفتاوى التالية أرقامها للمزيد في الموضوع : 33697  ، 52210 ، 41236 ، 11255 ، 26405 ، 62938 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة