السؤال
نحن منذ فترة ننوي الذهاب للعمرة ولكن لا يوجد معنا محرم .. أي جميع محارمنا يتعذر عليهم السفر لظروف العمل أو ظروف عائلية وكل ما ننوي الذهاب لا يكتب لنا ذلك . ودائما يقول لنا البعض إذا طلبكم الله سوف تذهبون .
سؤالي الأول هو:1)هل يجوز لنا شرعا كفتيات السفر مع حملة (رفقة آمنة)2)هل يطلب الله تعالى عباده لزيارة بيته الشريف أم على العبد نفسه السعي لذلك حتى لو تعذر الأمر وتعسرت الأمور. 3) هل صحيح بأن أول 3 أدعية يدعو بها المسلم عند رؤيته الكعبة المشرفة ولأول مرة مستجابة , وهل نذكر في الدعاء مثلا عن الرغبة بزواج من شخص ما ، أي أحدد اسم الشخص أم أقول أن يكتب لي الزواج بدون تحديد ..علما بأنني سمعت من يقول عن الدعاء بأنه يحدد الشخص مطلبه ويلح في الدعاء أفضل من قول إذا خير لي يسره وإذا لا أبعده إلا في حال الاستخارة ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فنيتكن للعمرة وحبكن لها والعمل للذهاب إليها أمر حسن، ولا يتنافى مع قول بعضهم: إذا طلبكن الله فسوف تذهبن، فالعمرة مطلوبة من المسلم إما وجوبا وإما استحبابا ، والمسلم يعتقد أن كل شيء لا يكون إلا بإرادة الله، ويعتقد أن الله جعل لذلك أسبابا وطلب منه القيام بها، ومن تلك الأسباب طلب المرأة من زوجها أو محرمها أن يذهب معها للعمرة ولو كان غير قادر للنفقة أو كان قادرا وامتنع فيلزمها أن تنفق عليه إن كانت قادرة وكانت هذه العمرة هي عمرة الإسلام، وإلا فلا يلزمها، فترك السبب مخالفة لأمر الله بالأخذ بالأسباب .
وأما سؤالك عن سفركن مع رفقة آمنة بلا محرم فمحل خلاف بين أهل العلم، والذي نختاره عدم جواز ذلك لا سيما للفتيات لما قد يترتب على ذلك من الفتنة والتعرض للضياع والسخرية وسوء الظن من بعض الناس ونحو ذلك، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 5936.
وقد ذكر العلماء أن الدعاء عند رؤية الكعبة مطلوب ومستجاب؛ لما رواه البيهقي والطبراني في الكبير بسند فيه ضعف عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاء الصفوف، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند رؤية الكعبة . قال المناوي في فيض القدير : قوله: وعند رؤية الكعبة يحتمل أن المراد أول ما يقع بصر القادم إليها عليها، ويحتمل أن المراد ما يشمل دوام مشاهدتها، فما دام إنسان ينظر إليها فباب السماء مفتوح والدعاء مستجاب، والأول أقرب . أهـ .
وأما القول بأن أول ثلاثة أدعية يدعو بها المسلم عند رؤيته للكعبة ولأول مرة مستجابة فلا نعلم له أصلا، ولم نقف على حديث صحيح في تخصيص ذلك .
ولا مانع من أن تسمي المرأة في سؤالها لربها شخصا صالحا في دينه وخلقه للزواج به ما دامت ترغب فيه وتحب الزواج منه، كما أنه ينبغي لها أيضا أن تسأل الله تعالى أن يبارك لهما في حياتهما وذريتهما وتلح على ربها في ذلك فإن ذلك من أسباب الإجابة .
وأما في الاستخارة فتفوض أمرها لله وتطلب منه أن ييسر لها الخير فيما لم يتبين لها وجه الخير فيه ، أما ما تبين لها وجه الخير فيه فتسأل الله إياه بدون استخارة، ولذلك نص العلماء على أن الاستخارة لا تشرع فيما تبين خيره، ولا فيما تبين شره .
والله أعلم .