السؤال
أنا من بلد لا يطبق الشريعة الإسلامية فيه، وأنا التزمت والحمد لله منذ مدة قصيرة، وأنا أعاني من عدة مشاكل منها مصافحة الأقرباء من غير المحارم وحضور حفلات الزواج المختلطة، وعندي إخوتي وإخوة زوجي مقبلون على الزواج فماذا أفعل، هل أهجرهم وبالتالي أكون محل غضب عائلتي وعائلة زوجي، أم أحضر مكرهة، فأرجوكم أجيبوني بأسرع وقت؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمصافحة غير المحارم لا تجوز ولو كانوا أقرباء، فعن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني والبيهقي. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال المنذري: رجاله ثقات. ولا شك في أن المصافحة من المس.
ولا يجوز أيضا حضور حفلات الزواج المختلطة، ولو كان المختلطون أقرباء للمرأة أو لزوجها، روى البخاري ومسلم من حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. والحمو: أخو الزوج أو قريبه كابن العم ونحوه.
علما بأنه ليس من الاختلاط الممنوع مجرد وجود الرجال والنساء تحت سقف واحد أو في مكان واحد إذا انضبط الجميع بالضوابط الشرعية، من حجاب وحشمة وعدم خلوة وعدم خضوع بالقول، وعدم مماسة أو مصافحة وغض الجميع من أبصارهم، وإنما الاختلاط الممنوع هو ما لا ينضبط بالضوابط الشرعية والآداب الإسلامية، كما هو الحاصل فيما ذكرته من حال بعض المجتمعات.
وعلى أية حال فإنا لا نأمرك بأن تكوني محل غضب عائلتك أو عائلة زوجك، ولكنا نأمرك بأن توفقي بين إرضاء هؤلاء وبين المحافظة على حدود الله، وإذا كان رضا أقربائك وأقرباء زوجك لا ينال إلا بما فيه سخط رب العالمين، فإن إغضاب جميع من على وجه الأرض أخف بكثير من التسبب لحظة واحدة فيما يمكن أن يترتب عليه غضب الله.
والله أعلم.