لا بأس بالاعتذار لمن أسأت إليه

0 193

السؤال

أنا متزوجه منذ 5 سنوات، ومنذ سنتين اختلفت أنا وزوجي بسبب ابنة خالته التي كانت تقيم معهم في المنزل بسبب طلاق والديها وتزوج كل منهم بآخر، فهو وأهله يرون أنها أختا له وقد طلبت منه بعض الضوابط في المعاملة واستجاب، ولكن هناك بعض التجاوزات التى يرى أنه لو فعلها لي سوف يحقره أهله، ويقولون إنه ليس رجلا وأنه ينفذ كل ما أقول له، وقد اشتدت الخلافات بيني وبين أم زوجي بسبب هذا الموضوع، وعندما أراد أهلي أن يوفقوا بيننا اشترطت حماتي أن أعتذر لهذه البنت عن لفظ قد صدر مني لزوجي وهو قام بابلاغهم به ورفضت الاعتذار وكاد زوجي يطلقني لولا تدخل أهلي، ونحن الآن في خلاف دائم أنا وزوجي لأنه يرى أني لم أنفذ كلامه أمام أهله، وأنه لم يأت لابنة خالته بحقها وأنه يعيش معي لمجرد تربية الأولاد، وهو يحاول أن يتعامل معي في حدود الأصول، ولكني أشعر أن بيننا حاجزا، وهو يعترف بذلك ويعلق صفاء العلاقه بيننا على مرضاة أهله، علما بأنه يصل رحمه بهم ويخرج معهم وهذه البنت معهم لكنه يشترط علي عدم الكلام في هذا الموضوع، وهو يقاطع أهلي أيضا بسسب عدم ذهابي عندهم، وأنا لم أرفض مراضاة أمه وأبيه والذهاب إليهم، ولكني رفضت الاعتذار لهذه البنت لأني أحس أنها ستكون السبب في خراب بيتي لأنه قبل ذلك قال أمام أهلي والناس جميعا أنها قبلي وقبل أولادي، وترك لي البيت واضطررت للتنازل من أجل أولادي وهو يرى أنه بذلك لا يفعل شيئا ضد الشر ع أو الدين أو الأصول ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت بنت خالة زوجك محرما له من الرضاعة فهي أخته مثل سائر أخواته، ولا ينبغي أن تغاري منها إلا إذا ظهر من تصرفه تجاهها ما يريب، وأما إن كانت أجنبية عنه فهي كغيرها من الأجنبيات لا يجوز له أن يرى منها عورة أو يلمس لها جسدا مثل سائر الأجنبيات عنه، ولك أن تغاري منها إن فعل ما يدعو إلى ذلك، فناصحيه بالابتعاد عن ما لا يجوز له، ولتكن مناصحته باللين والإحسان ليقبل ذلك، لكن بعض النساء تكون الغيرة عندهن مفرطة فيتوهمن بعض الأشياء لغير سبب، ويحكمن العاطفة أكثر من العقل، فإن كنت من أولئك فحاولي التخفيف من ذلك، ولا تصدقي الهواجس والظنون، واعلمي أن بين زوجك وابنة خالته رحم فقدري ذلك، ولا تجعلي نفسك ندا لها قطعا لأسباب الخلاف وحفاظا على بيتك وأولادك.

وننصحك بالصبر على أذى أهل زوجك وعامليهم جميعا بالتي هي أحسن لتذهب روح الجفاء بينكم، ولا يضيرك أن تعتذري لابنة خالته إن كنت أسأت إليها، وحاولي التقرب منها وكسب ودها لتكسبي ود زوجك وأهله، واعلمي أن إكرام أهل الزوج ورحمه من إكرامه هو وحسن معاشرته كما بينا في الفتوى رقم : 70321 ، واعلمي أن الزوجة الصالحة الحكيمة هي التي تجمع الرجل بأهله وتسعى فيما يؤلف بينهم، ولا تجعل نفسها ندا لهم، فكوني كذلك تسعد نفسك وتقر عينك وتسود المحبة والألفة أرجاء بيتك، وانظري الفتوى رقم: 13748 ، علما بأن لك الحق في سكن مستقل عن أبوي زوجك وعن غيرهما بالأحرى.

كما ننصح زوجك بالإحسان إليك وإكرام عشرتك ومراعاة مشاعرك، وأن يوازن بين حقك عليه وحق أهله، فلا يفرط في أحد الحقين، ولا يغلب كفة أحد الطرفين كما بينا في الفتوى رقم : 2383 ، وبهذا يزول الجفاء بينكما بإذن الله .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة