السؤال
أرجو أن توضحوا لي موضوع رؤية هلال شهر رمضان المبارك، وهل صيامنا يوم السبت صحيح أم أننا سبقنا الشهر، علما أني أسكن العراق حيث لم نر الهلال إلا مساء يوم الثلاثاء؟ وجزاكم الله خيرا.
أرجو أن توضحوا لي موضوع رؤية هلال شهر رمضان المبارك، وهل صيامنا يوم السبت صحيح أم أننا سبقنا الشهر، علما أني أسكن العراق حيث لم نر الهلال إلا مساء يوم الثلاثاء؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالصيام في شهر رمضان متوقف على رؤية الهلال أو إتمام شهر شعبان ثلاثين يوما، لقوله صلى الله عليه وسلم: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن حال بينكم وبينه سحابة أو ظلمة، فأكملوا العدة عدة شعبان، ولا تستقبلوا الشهر استقبالا ولا تصلوا رمضان بيوم من شعبان. رواه النسائي واللفظ له وأصله في الصحيح. فالواجب عليكم في العراق أو في أي بلد آخر أن تتحروا رؤية الهلال، فإن لم تروه، فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما. وإذا رآه أهل بلد آخر، فقد اختلف أهل العلم في ذلك على قولين: الأول منهما: أنه يلزمكم الصوم، وهو مذهب الحنفية والمالكية والحنابلة، وقول عند الشافعية. والثاني: أنه لا يلزمكم الصوم إلا برؤيتكم أنتم للهلال في بلدكم أو البلاد القريبة منكم، والمقصود بالقريبة ما اتفقت في المطالع، فمطلع الحجاز ليس هو مطلع العراق وهكذا، وهو الصحيح عند الشافعية وبعض الأحناف، واستدلوا على ذلك بأن ابن عباس لم يعمل برؤية أهل الشام، كما في حديث كريب أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام، قال: فقدمت الشام فقضيت حاجتها، واستهل علي رمضان وأنا بالشام، فرأيت الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة في آخر الشهر، فسألني عبد الله بن عباس ثم ذكر الهلال، فقال: متى رأيته؟ فقلت: رأيته ليلة الجمعة، فقال: أنت رأيته؟ فقلت: نعم، ورآه الناس وصاموا وصام معاوية، فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه، فقلت: ألا تكتفي برؤية معاوية؟ فقال: لا، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم. وهذا القول الثاني هو المرجح. وعليه، فإذا كان الهلال قد رئي في العراق أو في البلاد القريبة منها ليلة السبت ولو من طرف عدل واحد فصومكم صحيح، وإلا فواجبكم أن تكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما ثم تصوموا بعد ذلك ولو لم تروا الهلال. والله أعلم.