النصارى المعنيون بالثناء في آيات سورة المائدة

0 231

السؤال

الآية الكريمة في سورة المائدة بالرقم 82 (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى) والآية 83 تصف هؤلاء النصارى بأنهم (إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين)، السؤال هو: أننا نسمع دائما المديح للنصارى من بعض رجال الدين بذكرهم الآية 82 فقط دون الآية 83، فهل يجوز ذلك وهل يمكن أن نأخذ الآية 82 ونعتمد عليها بأنهم أقرب إلينا دون ذكر وصف هؤلاء القريبين إلينا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتمام الآيات التي أوردت بعض أرقامها يبين أن المراد بالنصارى من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، وتأثر بسماع القرآن ودعوته، قال الله تعالى: ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون* وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين* وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين* فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين* والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم {المائدة:82إلى 86}.

قال سيد قطب رحمه الله تعالى في ظلال القرآن: وليس كل من قالوا إنهم نصارى إذن داخلين في ذلك الحكم: ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى.... كما يحاول أن يقول من يقتطعون آيات القرآن دون تمامها، إنما هذا الحكم مقصور على حالة معينة لم يدع السياق القرآني أمرها غامضا ولا ملامحها مجهلة ولا موقفها متلبسا بموقف سواها في كثير ولا قليل. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات