ثمرات وفوائد غض البصر

0 825

السؤال

أرجو أن تحدثونا عن فوائد غض البصر. و جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

 

 

 

 

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

 

فلا شك أن غض البصر له فوائد عظيمة، فمن فوائده:

 

أولا: أنه طاعة لله تعالى الكبير المتعال الذي أمر بغض البصر فقال: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن {النور: 30-31}

ثانيا: أنه طاعة لرسول الله صلوات ربي وسلامه عليه القائل: لا تتبع النظر النظرة، فإن لك الأولى وليس لك الآخرة. رواه أبو داود والترمذي.

ثالثا: أن غض البصر يورث الحكمة والنور في القلب والبصيرة، فمن ترك النظر إلى ما حرم الله بنور عينه عوضه الله تعالى نورا في القلب، فيطلق له نور بصيرته يبصر به الحق من الباطل، والجزاء من جنس العمل، ولعل هذا هو السر في ذكر آية غض البصر في سورة النور؛ كما أشار إليه شيخ الإسلام.

رابعا: أن غض البصر من أعظم السبل لحفظ الفرج، فإن الله تعالى أمر بغض البصر قبل أن يأمر بحفظ الفرج، وتأمل الآية الكريمة.

خامسا: أن غض البصر فيه تزكية للنفس وتطهير لها من أوحال الرذيلة، ولذا قال تعالى بعد الأمر بغض البصر: ذلك أزكى لهم .

سادسا: أن في غض البصر شكرا لله تعالى على نعمة البصر، فإن البصر نعمة من الله تعالى؛ كما قال تعالى:

قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون {الملك: من الآية23} وحق النعم الشكر عليها، فمن غض بصره فقد شكر الله تعالى حيث لم يستعمل نعمة الله في معصيته.

سابعا: أن غض البصر يورث محبة الله تعالى، قال مجاهد: غض البصر عن محارم الله يورث حب الله.

ثامنا: أن في غض البصر استعلاء على النفس الأمارة بالسوء، وإغلاقا للنافذة الأولى من نوافذ الفتنة والغواية، ودليلا صادقا على قوة العزيمة.

تاسعا: أن في غض البصر سلامة القلب من أمراض الشهوات وراحة له مما لا صبر له عليه، ورب نظرة أورثت ذلا في الدنيا وخزيا في الآخرة.

ورحم الله من قال:

كل الحوادث مبدأها من النظر   * ومعظم النار من مستصغر الشرر

والمرء ما دام ذا عين يقلبها    * في أعين العين موقوف على الخطر

كم نظرة فتكت في قلب صاحبها    * فتك السهام بلا قوس ولا وتر

يسر ناظره ما ضر خاطره    * لا مرحبا بسرور عاد بالضرر

عاشرا: أن في غض البصر حفظا للمجتمع أجمع من الانزلاق وراء سعار شهواني لا ينطفئ ولا يرتوي، وحماية له من الوقوع في حمأة الرذيلة والفاحشة.

الحادي عشر: أن غض البصر من حسن الخلق وأفعال ذوي المروءة، حتى إن أهل الجاهلية كانوا يفتخرون بغض البصر، وقد قال عنترة الجاهلي:

وأغض طرفي ما بدت لي جارتي    * حتى يوراي جارتي مأواها

وما أقبح منظر الرجل هو يقلب عينه في المحرمات، ورحم الله القحطاني حيث قال في النونية:

إن الرجال الناظرين إلى النساء    * مثل الكلاب تطوف باللحمان

الثاني عشر: أن غض البصر يورث الفراسة، فمن غض بصره وداوم على أكل الحلال لم تكد تخطئ له فراسة.

قال أحد السلف: من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم.. لم تخطئ له فراسة.

وانظر كيف أخبر الله عن قوم لوط فقال عنهم: لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون {الحجر:72}  لأن التعلق بالصور يوجب فساد العقل وعمى البصيرة وسكر القلب والعياذ بالله .

هذه بعض فوائد غض البصر وإلا فهي كثيرة لا تدخل تحت حصر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة