السؤال
سألتكم سؤالا سابقا ولكني لم أتلق إجابة شافية لأنكم أحلتموني على فتاوى ليس لها علاقة بالسؤال، أرجو من فضيلتكم الرد على سؤالي مباشرة دون إحالتي لفتاوى سابقة وجزاكم الله خيرا.
ما حكم اختلاط الأموال الحلال بالحرام ، هل يجوز الأكل منها، وسوف أشرح لكم: حيث أنا وأختي نعيل عائلتنا ولكن أنا أعمل في بنك إسلامي وأختي تعمل في بنك ربوي ، جميع راتبي يذهب لإيجار السكن ويتبقى راتب أختي الذي نعيش منه، مع العلم لدينا بعض الودائع البسيطة؟ فما حكم ذلك وهل أنا آثمة لأني آكل من مال أختي والذي مصدره البنك الربوي؟ وجزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمعاملة حائز المال الحرام في عين المال الحرام والذي لم يخالطه مال حلال لا تجوز بأي وجه من وجوه المعاملة؛ مشاركة أو قبول هبة أو نحو ذلك، أما إذا خالطه مال حلال بحيث لا يتيقن المتعامل أو يغلب على ظنه أنه يتعامل في عين الحرام فإنه حينئذ تكره معاملته فقط على الراجح من أقوال العلماء. وراجعي الفتوى رقم: 7707.
وإذا تقرر هذا، فراتب أختك المأخوذ مقابل العمل في بنك ربوي حرام، فإذا كان لم يخالطه حلال بحيث إذا أكلت منه لا يتيقن أو يغلب على الظن أنك تأكلين من الحرام فإنه لا يجوز لك أن تنتفعي منه بشيء أكلا كان أو غيره، والواجب على أختك مع التوبة إلى الله وترك هذا العمل أن تتخلص مما بقي معها من الراتب في مصالح المسلمين كإعانة الفقراء والمساكين وبناء المستشفيات الخيرية ونحو ذلك.
وإذا كنتم لا تستطيعون الاستغناء عن عملها فلتبحث عن عمل آخر يخلو من المخالفات الشرعية، ولتبشر فقد قال تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب {الطلاق: 2-3} ونسأل الله أن يوسع عليكم، وأن يغنيكم بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه. وراجعي الفتوى رقم: 7768.
والله أعلم.