السؤال
أريد استشارة فضيلتكم حول هذه المسألة حتى يطمئن لي بال: لي حساب جار في بنك محلي بعملة محلية (الدينار) وهو حساب لا آخذ عنه أي فائدة، وعندما ينقص رصيد هذا الحساب بالدينار،أقوم بتمويله عن طريق دفع صكوك (شيكات) بالدولار على حساب بنكي لدي في الخارج۰ويوما دفعت شيكا بألفي دولار وأخذت في نفس اليوم مقابله تقريبا بالدينار من البنك المحلي ، على أساس أن هذا المبلغ من حسابي ولكن عندما اطلعت على كشف الحساب في نهاية الشهر فوجئت بأن هذا البنك المحلي قد أخد من حسابي وبدون سابقة إنذار نسبة قدرها 3 % عن المبلغ الذي سحبته من حسابي واعتبرها البنك بمثابة "فوائد مسجلة على حسابي" وكأن البنك قد أقرضني هذا المبلغ مع أنه من حسابي الشخصي ومن مالي، وعندما استفسرت عن هذا الأمر في البنك، قيل لي إنه لم يكن لي الحق أن أسحب ذلك المبلغ (بالدينار) حتى تصل ال2000 دولار من الخارج وهذا يأخذ بضعة أيام. وهذا ربما نوع من تلاعب البنوك وتكتيكهم" لأخذ أكبر قدر ممكن من حسابات الزبائن حيث إن البنك لم يخبرني مسبقا بهذا الشرط۰ ودرءا للشبهات أريد أن أعرف هل تدخل هذه العملية في خانة الاقتراض الربوي المحرم شرعا ؟ مع العلم أنها لم تحصل بإراداتي أو حتى بعلمي بل وأنا الخاسر فيها ؟
الرجاء الإفادة ولكم جزيل الشكر۰
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم -أيها الأخ الكريم- أن الربا خطره عظيم وذنبه كبير، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين* فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله {البقرة: 278-279}. والمؤمن مطالب بأن يبتعد عن أي تعامل فيه ربا، قال صلى الله عليه وسلم: الربا سبعون حوبا أو قال سبعون بابا أيسرها أن ينكح الرجل أمه. رواه ابن ماجه عن ابن مسعود رضي الله عنه.
وإيداع المال في البنوك الربوية فيه تعاون على الإثم والعدوان الذي حرمه الله تعالى، قال تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان {المائدة : 2}.
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك فإنه قد اشتمل على محذورين اثنين :
1ـ أنك ذكرت أنك عندما ينقص رصيد حسابك بالدينار تقوم بتمويله عن طريق دفع صكوك بالدولار وهذه العملية تسمى صرفا، والواجب في صرف العملات أن تكون يدا بيد وإلا دخلها ربا النساء، وكونك دفعت شيكا بألفي دولار وأخذت مقابله بالدينار قبل أن يصل المبلغ من الخارج يعتبر ربا ولو لم يقتطع عليه نسبة .
2 ـ أن السحب الذي قمت به قبل وصول التمويل إلى حسابك هو المسمى عند البنوك بالسحب على المكشوف، وهو في حقيقته قرض لصاحب الحساب، فيكون أخذ نسبة مئوية عليه ربا أيضا ، لكن بما أنك كنت تجهل كل هذا ولست متعمدا المعصية فنرجو أن لا يكون عليك إثم فيما قمت به، فالله تعالى يقول: وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما {الأحزاب: 5} ولكن واجبك الآن هو أن تسحب بقية ما عندك في هذا البنك وتودعه في بنك إسلامي إن أمكنك ذلك، وأن لا تعود للإيداع في بنك ربوي ما لم تضطر إلى ذلك .
والله أعلم.