السؤال
أود أن أسألكم عن ماهية الروح في اللغة والقرآن الكريم، وعدد المرات التي ذكرت بها في القرآن الكريم؟
وجزاكم الله خيرا.
أود أن أسألكم عن ماهية الروح في اللغة والقرآن الكريم، وعدد المرات التي ذكرت بها في القرآن الكريم؟
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ماهية الروح وحقيقتها من الأمور الغيبية التي استأثر الله تعالى بعلمها، ولا ينبغي للمسلم الخوض فيها والبحث عنها لعدم الجدوى من ذلك.
فقد قال أهل التفسير عند تفسير قول الله تعالى: ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا [الإسراء:85]
قالوا: من الأمر الذي لا يعلمه إلا الله تعالى.. فقد سأل الكفار عن الروح ومسلكه في بدن الحي وكيف امتزاجه بالجسم واتصال الحياة به، وهو أمر عظيم، وشأن كبير لا يعلمه إلا الله تعالى، وقد أبهمه ليعرف الإنسان على القطع عجزه عن حقيقة علم نفسه مع العلم بوجودها، وإذا كان الإنسان في معرفة نفسه هكذا فهو بعجزه عن علم حقيقة الحق تبارك وتعالى أولى، وحكمة ذلك تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له دلالة على أنه عن إدراك خالقه أعجز.
وفي الآية الكريمة ما يزجر الخائضين في شأن الروح المتكلفين لبيان ماهيته وإيضاح حقيقته أبلغ زجر، ويردعهم أعظم ردع.
فالبحث في هذا المجال من العبث الذي يترفع عنه العقلاء، والفضول الذي لا ينفع في دين ولا دنيا، وقد بلغت أقوال المختلفين في الروح إلى ثمان عشرة مائة قول، فانظر إلى هذا الفضول الفارغ والتعب العاطل عن النفع. انتهى، ملخصا من تفسير القرطبي والشوكاني.
وأما تعريف أهل اللغة للروح كما في اللسان: الروح النفس يذكر ويؤنث، والجمع أرواح. والروح هو الذي يعيش به الحي وحقيقة كنهه لا يعلمها إلا الله عز وجل. قال الله تعالى: قل الروح من أمر ربي. وقال تعالى: ونفخت فيه من روحي.
وقد وردت كلمة الروح بهذا اللفظ –التعريف- في أربعة مواضع من القرآن الكريم في قول الله تعالى: قل الروح من أمر ربي. وفي قوله: نزل به الروح الأمين. وفي قوله: ذو العرش يلقي الروح من أمره. وفي قوله: يوم يقوم الروح والملائكة.
وفي الأخير: ننصح السائل الكريم بتقوى الله تعالى، والاهتمام بما ينفعه في دينه ودنياه، وبالسؤال عما يشكل عليه بالفعل مما يترتب عليه عمل، أو ينبني عليه حكم.
والله أعلم.