السؤال
هل المؤمن يخاف من الموت أكثر من الكافر فأنا والحمد لله ملتزمة ولكني أخاف من الموت كثيرا وكيف سأموت ؟
هل المؤمن يخاف من الموت أكثر من الكافر فأنا والحمد لله ملتزمة ولكني أخاف من الموت كثيرا وكيف سأموت ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من المهم أن نعرف أيهما أكثر خوفا من الموت المؤمن أم الكافر، فكلاهما يخاف الموت، ولكل سببه. فقد يكون الكافر أكثر خوفا حرصا منه على الحياة كما قال تعالى : ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة {البقرة: 96 } وقد يكون المؤمن أكثر خوفا لأنه يعلم أن القبر أول منازل الآخرة، فمن نجا منه فما بعده أيسر منه، ومن لم ينج منه فما بعده أشد منه، كما جاء بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد رواه الترمذي وابن ماجه عن عثمان رضي الله عنه وهو حديث حسن ، وقد سبق أن بينا أن تذكر الموت مرغب فيه شرعا. راجعي في هذا الفتوى رقم : 6603 ، ولكن ينبغي القصد في ذلك بحيث يكون دافعا إلى التوبة وإحسان العمل ، ويحذر من الإفراط في تذكره على وجه يدخل المؤمن في وساوس قد تؤدي به إلى حصول أمور لا تحمد عقباها من الأمراض النفسية وغيرها ، فيقعده ذلك عن عمل الصالحات وطلب المعالي، ويؤدي به إلى الوقوع في حبائل الشيطان واليأس من رحمة الرحمن ، ومن هنا قال العلماء إنه ينبغي للمسلم أن يكون في هذه الدنيا بين الخوف والرجاء فهما جناحان يسير بهما العبد إلى الله، فبالخوف لا يقع في الأمن من مكر الله، وبالرجاء لا يقع في القنوط من رحمة الله. وراجعي لمزيد الفائدة الفتويين : 8181 ، 13448 .
وأما قولك : كيف سأموت . إن كنت تعنين به الخاتمة الحسنة أو السيئة كما هو الظاهر، فإن لكل من حسن الخاتمة وسوئها أسبابا ينبغي للمسلم تحصيلها، فمن أهم أسباب حسن الخاتمة الاستقامة على طاعة الله والصدق مع الله، ومن أهم أسباب سوء الخاتمة الانحراف عن منهج الله والتجرؤ على معصيته. وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم : 58553 ، وإن كنت تعنين بذلك القول السبب الذي ستموتين به فإن التفكير في مثل هذا لا يجدي ولا ينفع .
والله أعلم .