كيفية توجيه الابن إذا سرق وحلف بالله كاذبا

0 255

السؤال

إخوتي الكرام أنا من عائلة والحمد لله وضعها المادي جيد اكتشفنا في الفترة الأخيرة أن الوضع المادي يتراجع دون أن نشك بأن أحدا يمد يده على أموال البيت ففي تلك اللحظة لا حظنا أن أخي الصغير وهو في الصف الثامن أنه يمد يده على خزنة الوالد ويعطي أصدقاءه رغم أنه ذكي وبريء جدا وقطعته قليلة ويعمل ويشارك في البيت نشيط جدا ولكنه يكذب كثيرا بأساليب ذكية ويحلف إذا سئل عن تلك السرقات واستخدمنا معه كل الأساليب ولكن دون جدوى بالرغم من أننا عائلة لا نحرم من شيء والحمد لله طبعا ضمن الأصول ومع الرغم من ذلك اكتشف الوالد أنه سحب من خزنته حوالي50ألف فحققنا معه وقررنا أصدقاءه فوجدنا أنه أعطى كل واحد 7أو 8 آلاف دون مقابل نسأله لماذا فعلت ذلك لا يجيبنا نسأله من مقصر معه من شيء أيضا لا يرد ونحن محتارون في أمره فهو بريء بشكل طفولي جدا والله حرام أن يكون هكذا أرجوكم أفيدونا في ذلك والله لقد شل تفكيرنا على فعل ذلك ونخاف أن يعود إلى ذلك مرة أخرى الرجاء الإفادة بذلك وجزاكم الله كل خير عنا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرته عن أخيك الصغير من الكذب والحلف عليه والسرقة، هي –في الحقيقة- أخطاء كبيرة جدا، ولا يجوز أن يتربى عليها المسلم؛ لأن المرء إذا مارس الخصلة الذميمة المرة والمرتين استمرأها واستحلاها واعتادها، حتى تصير له خلقا لا يستطيع التخلص منه إلا بجهد جهيد.

والكذب يجر صاحبه -والعياذ بالله- إلى النار، كما في الحديث المتفق عليه: إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا".

والحلف بالله تعالى كذبا من أعظم المحرمات وهي اليمين الغموس التي ورد فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم: الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس. رواه البخاري من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.

والسرقة إذا وقعت والابن دون البلوغ فلا إثم عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاث، فذكر منهم: "الصبي حتى يشب". أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه.

ولكن يجب رد المال الذي أخذه ولا حد عليه؛ وينبغي أن يعاقب بما يكفه عن ذلك، مع اختيار الأسلوب المناسب لإشعاره بفداحة ما فعل، حتى ينشأ نشأة إسلامية صحيحة.

وينبغي أن يبادر قبل أن تترسخ عنده هذه العادات السيئة، وليكن ذلك بالرفق والحكمة والموعظة الحسنة، وترغيبه في طلب العلم الشرعي النافع، ولا بأس بعرض الموضوع على أحد المشايخ الفضلاء ممن يوثق بعلمه وفضله لمقابلة الشاب ونصحه وتأدبيه إن لزم ذلك.

ولا تنسوا أن تدعوا له في أوقات الاستجابة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات