السؤال
أولا: أتقدم بالشكر الجزيل لكم على هذا الموقع الإلكتروني والذي أعتبره شمعة تضيئ للآخرين طريقهم.
ثانيا: أريد منكم جزاكم الله خيرا أن أعرف ما هو حكم هذه الجوائز والتي سوف أشرح لكم كيفية طريقة اكتسابها، وهي كالتالي: هناك مكتبة في بلدنا تعمل على إعداد مسابقات ثقافية وعلمية وبعد ذلك الفائزون يحصلون على جوائز والمشكلة تكمن أنني أقوم بالإجابة على الأسئلة بمفردي وأقوم بتسليم أكثر من ورقة بأسماء متعددة لكي أحصل على جوائز، علما بأنه لا يوجد شروط بمنع الشخص من الاشتراك بأكثر من ورقة أي أنه لا يوجد شروط تتعلق بما أعمل، فأرجو معرفة الحكم الشرعي فيما أفعله وهل يعد ذلك حراما؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن المسابقات الثقافية إذا كانت فيما يزيد المسلم تفقها في دينه أو تزيده ثقافة مباحة تنفعه أو تشحذ ذكاءه في المباح فلا مانع من الاشتراك فيها وأخذ الجوائز التي قد تحصل من ورائها بشرط أن تكون هذه الجوائز مقدمة من متبرع لا يريد منها إلا حفز المتسابقين على التعلم.
أما إذا كان مقدم الجوائز يريد بذلك عملية تجارية تعود عليه بعائد مالي، كأن يشترط على المشارك دفع مبلغ أو شراء كوبون أو شيء لا يريده أو نحو ذلك فإن المسألة تتحول من مسارها الأول إلى مسار آخر وتصبح من القمار.
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك، فالواجب على المشاركين في المسابقة أن يتقيدوا بما تشترطه الهيئة المنظمة لها، وأي إخلال بذلك يعتبر غشا حراما، والشروط لا يلزم أن يكون مصرحا بجميعها، بل يكفي أن تكون معلومة بين المتسابقين.
وقولك: إنه لا توجد شروط بمنع الشخص من الاشتراك بأكثر من ورقة هو -في الحقيقة- قول مجانب للعادة، وهو يفرغ المسابقة من معناها ومن الحكمة المرادة منها، إلى جانب أنه ينافي العدالة في كيفية توزيع الجوائز، لأنه من السهل على أي مشارك أن يذهب إلى آلة تصوير ويطلب منها من النسخ عدد ما تسمح له به نقوده، ويكتب على كل نسخة اسم شخص حقيقي أو خيالي، أو أن يطلب من جميع معارفه أن يساعدوه في النقل إذا كانت الهيئة لا تقبل التصوير.
وعلى أية حال فإنك لو سألت الجهة المنظمة للمسابقة عما إذا كان يسمح للمشارك بأن ينسخ من إجابته نسخا متعددة، ويكتب على كل نسخة اسم شخص، لأجابوك دون شك بأن ذلك لا يسمح به، وبالتالي فما ذكرت أنك تقومين به من تسليم أكثر من ورقة بأسماء متعددة لكي تحصلي على جوائز متعددة، هو خطأ، والواجب أن تتوبي منه، وأن ترجعي ما كنت قد أخذته من ذلك إن كنت قد أخذت منه شيئا.
والله أعلم.