السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 34 عاما، وفقني الله هذا العام وقد أديت مناسك الحج، ولكن عندي سؤال وهو ما يخص رمي الجمرات، فقد قالو بأنه يجوز رمي جمرات التشريق بعد الساعة الثانية عشرة ليلا وقد رميت في حوالي الساعة الثالثه صباحا الجمرات الثلاث إلا أنه وبعد العودة إلى السكن في مكة دخلنا بعض الشك بهذا الخصوص فقمت بالاتصال ببعض الأقارب وكان وقتها في منى بحيث يرمي عني الجمرات بعد الزوال وقد رمى وقد كنت في حالة مرضية إن كان ما رميت به من جمرات صحيح قبل التوكيل فلا بأس وإن كان غير صحيح إلا بعد الزوال، فما هو الواجب علي عمله وأنا الآن خارج حدود المملكة ومن جنسية عربية؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نص جماعة من أهل العلم على أن وقت الرمي يدخل من بعد منتصف ليلة النحر (ليلة العيد) ولكن هذا الرمي خاص برمي جمرة العقبة. وأما رمي أيام التشريق فقد اختلف العلماء في وقت دخوله على قولين مشهورين:
الأول: أنه من بعد زوال الشمس أي بعد دخول وقت صلاة الظهر، وعلى هذا أكثر أهل العلم رحمهم الله تعالى.
الثاني: من بعد طلوع الفجر، وعليه طائفة من أهل العلم، فمن قلد أحد هذين القولين فرميه صحيح.
وأما رمي الجمار أيام التشريق قبل طلوع الفجر فغير صحيح، ولا نعلم أحدا من أهل العلم قال بذلك سوى ما نقل عن الإمام الجويني رحمه الله تعالى أنه قال: بجواز تقديم رمي يوم إلى اليوم الذي قبله، بناء على أن أيام منى كاليوم الواحد. وتجويزه التقديم بناء على أن الرمي في أيام التشريق كله أداء غير مسلم به عند القائلين بذلك كالشافعية رحمهم الله فهي عندهم كاليوم الواحد في التأخير لا في التقديم.
وعليه، فإن كان الرمي الذي حصل منك قبل الفجر عن يوم النحر فصحيح، وإن كان عن التشريق فغير صحيح، ولكن يجزئ ما قام به الوكيل عنك من الرمي لوجود العذر وهو المرض الذي لم تتمكن معه من الرجوع إلى منى للرمي، أما إذا كان في الإمكان الرجوع إلى منى وتدارك الرمي ووكلت فرمي الوكيل غير صحيح. وعليك دم ويشترط ذبحه في الحرم ويوزع على فقرائه، ويمكنك التوكيل في ذبحه عبر الشركات المشهورة كشركة الراجحي أو غيرها.
والله أعلم.