السؤال
إن الشيطان ليس له وسيلة على الإنسان إلا بالوسوسة، ولكن ما حكم ظهور الجن للإنسان بما يؤذيه من رؤيته لأشكاله ؟ وإني أشعر بوسوسة الشيطان يخيفني من إمكانية رؤية جني فماذا أفعل ؟
إن الشيطان ليس له وسيلة على الإنسان إلا بالوسوسة، ولكن ما حكم ظهور الجن للإنسان بما يؤذيه من رؤيته لأشكاله ؟ وإني أشعر بوسوسة الشيطان يخيفني من إمكانية رؤية جني فماذا أفعل ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن وجود الجن حقيقة واقعة أعلمنا الله بها، قال تعالى: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) [الذاريات:56] وأخبر تعالى عنهم أنهم يرون بني آدم من حيث لا يراهم بنو آدم: قال تعالى: ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) [الأعراف: 27].
وهذا حق يقتضي أنهم يرون الإنس في حال لا يراهم الإنس فيها، وليس في الآية أنهم لا يراهم أحد من الإنس بحال، بل قد يراهم نفر كثير من الإنس، لكن لا يرونهم في كل حال من أحوال الجن، فقد يظهر لهم الجن بأشكال مختلفة، وصور متنوعة. وقد بين الله سبحانه وتعالى أن الشياطين يكيدون لبني آدم، ولكن كيدهم ضعيف قال تعالى: ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا) [النساء:76] ومن هنا فإننا ننصحك بقراءة سورة البقرة في البيت، لقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة" رواه مسلم. وفي صحيح ابن حبان البستي عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام" وضعفه السيوطي والهيثمي. كما ننصحك بتطهير البيت من الأسباب التي تجلب الشياطين وتمنع دخول الملائكة، كالصور والتماثيل، وآلات اللهو والمجون كالموسيقى والمعازف، وترك الاستماع إليها أيضا، فإن وجودها والاستماع إليها سبب قوي وذريعة لدخول الشياطين وتخبيلهم بني آدم.
وحافظ على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، ودخول المنزل والخروج منه، وأذكار الطعام، ودخول الخلاء والخروج منه، فإذا فعلت ذلك اطمأن قلبك، كما قال تعالى: ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) [الرعد:28] وحافظ على أداء الصلوات في أوقاتها جماعة في المسجد، وأداء النوافل في البيت، وحافظ على قراءة المعوذتين، وآية الكرسي …إلخ فإن كل ذلك يطرد الشيطان بل يجعله يفر منك، كما يطرد شرار الجن ومردتهم.
والله أعلم.