ملك اليمين... معناه... وأحكامه

0 656

السؤال

قال تعالى: (إلا على أزواجكم أو ما ملكت أيمانكم). ما المقصود بجملة ما ملكت أيمانكم في عصرنا الحالي؟ وما حكمه.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الصواب في لفظ الآية كما وردت في القرآن هكذا: إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين [المؤمنون: 6]، [المعارج: 30]. وملك اليمين: هم الأرقاء المملوكون لمن ملكهم عبيدا، ذكورا أو إناثا.

والمقصود بقوله: أو ما ملكت أيمانهم: النساء من الرقيق، وهن الإماء، إذ يحق لمالكهن أن يطأهن من غير عقد زواج، ولا شهود، ولا مهر، فهن لسن أزواجا، فإذا جامعهن سمين (سراري) جمع: سريـة.

وقد انتهى الرق -تقريبا- في عصرنا هذا، فلم يعد هناك عبيد ولا إماء لأسباب معروفة، وهذا لا يعني إبطال أحكام الرق إذا وجدت أسبابه، كالجهاد بين المسلمين والكفار، فإن نساء الكفار المحاربين سبايا تنطبق عليهن أحكام الرق، وملك اليمين، وإن أبطلته قوانين أهل الأرض. وما لم توجد هذه الأسباب الشرعية، فالأصل أن الناس أحرار.

قال ابن قدامة في المغني: الأصل في الآدميين الحرية، فإن الله تعالى خلق آدم وذريته أحرارا، وإنما الرق لعارض، فإذا لم يعلم ذلك العارض، فله حكم الأصل. اهـ.

وقال صاحب فتح القدير: والحرية حق الله تعالى، فلا يقدر أحد على إبطاله إلا بحكم الشرع، فلا يجوز إبطال هذا الحق، ومن ذلك لا يجوز استرقاق الحر، ولو رضي بذلك. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات