هل يجب التداوي من المرض الخبيث

0 220

السؤال

لو واحدة عندها مرض خبيث في الصدر والدكاترة أكدوا أن لابد من استئصال الصدر لعدم انتشار المرض في الجسم مع العلم أنني لا أستطيع أو أتحمل نفسيا أن يتم استئصال هذا الجزء وأعرف أن كثيرا من الحالات رغم استئصال الجزء المصاب انتشر المرض في الجسم فهل هنا إثم علي أن أرفض إجراء الجراحة مع العلم أن الدكاترة يحذرون من عدم إجراء العملية.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل في التداوي أنه مشروع أو مستحب كما حكاه النووي في شرحه على مسلم عن جماهير السلف والخلف، وقد يبلغ أن يكون واجبا إذا أدى تركه إلى التلف، قال الله تعالى: ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما {النساء:29}، وقال تعالى: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين {البقرة:195}.  

وجاء في حاشيتي  قليوبي وعميرة: إذا كان به جرح يخاف منه التلف وجب -أي التداوي-انتهى.  

وجاء في تحفة المحتاج: إذا علم الشفاء في المداواة وجبت. انتهى.

هذا هو حكم التداوي إذا علم المرء أن تركه سيؤدي إلى الهلاك، وينبغي أن تعلمي أن الأطباء هم الأولى بتقدير الأصلح في مثل هذا الموضوع؛ لأنه مجال اختصاصهم.

وعليه، فالأحوط لك في الدين هو أن تقبلي إجراء العملية؛ لأن حفظ النفس أو السعي في تطويل الحياة من الواجبات الشرعية. قال الشيخ خليل بن إسحاق –رحمه الله تعالى-: ووجب إن رجا حياة أو طولها...

ونسأل الله أن يشفيك، ويهيئ لك من الأمر ما هو رشاد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة