حكم هجر الصديقة وأسرتها بسبب سوء تصرفها

0 148

السؤال

أتت فتاة تسكن حينا إلى منزلي وطبعا خرجت لأستقبلها. ففوجئت أنها لم تأت وحدها كالمعتاد بل مع أخيها الذي أخذ ينظر إلي نظرات وقحة ثم مضى. والحمد لله أني كنت ألبس حجابي طبعا أنا غضبت جدا لما حصل أولا لأنها لم تستأذني و ثانيا لأن الموقف كان مهينا جدا بالنسبة لي ولكل وجهة نظره الخاصة.
مرت سنة الآن وأنا مقاطعة للفتاة ولأهلها وأشعر أني لا أحبهم. السؤال الأول هل علي إثم في مقاطعتهم كل هذه المدة؟
السؤال الثاني عندما ألتقي الفتاة أو إحدى أخواتها أحاول أن أتجاهلهن ولكن إن بادرتني إحداهن بالسلام ( وأحيانا أنا أفعل) رددت عليها وابتسمت في وجهها ولكن في باطني أكون متضايقة منها. فهل هذا يعد نفاقا والعياذ بالله ؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن لم يكن من الأمر إلا ما ذكرت فلم يحدث من هذه الفتاة ولا من أهلها أي خطأ تجاهك إذ لا يلزم هذه الفتاة أن تخبرك بوجود أخيها معها، وربما لو أنها فعلت لكان أولى. وعلى كل حال ينبغي أن تهوني على نفسك، ولا تحملي الأمر ما لا يحتمل، وينبغي لك كمؤمنة أن تتخذي من الاحتياطات عند الخروج ما يصونك عن التعرض لمثل ما حدث لك من هذا الشاب إن ثبت ذلك.

ولا يجوز لك أن تقاطعي هذه الفتاة وأهلها لمجرد ما حصل من ابنهم إذ أن في هذا مؤاخذة لهم بجريرة غيرهم، وقد قال تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى {فاطر: 18} ولا يجوز هجر المسلم لأخيه المسلم إلا لمسوغ شرعي ووفقا لضوابط معينة راجعيها بالفتوى رقم:7119، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم:1642، وحصول السلام يرتفع به الهجر، ولكن الأولى لك أن تجعلي التعامل معهم على وضعه الأصلي من الصلة والود إن لم تخشي من ذلك ضررا.

وأما تبسم المسلم أو سلامه على من يكره فليس من النفاق بل هو من مكارم الأخلاق، ولكن أن تراجعي في بيان ذلك الفتوى رقم: 26817.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة