0 6361

السؤال

كم عدد الأنبياء والرسل كلهم ؟ وهل هناك حديث شريف يدل على ذلك؟ جزاكم الله وعظم أجركم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فلقد أرسل تعالى في كل أمة نذيرا منهم ، وأرسل محمدا صلى الله عليه وسلم للناس كافة ‏قال تعالى :إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير {فاطر:24}، ‏وقال تعالى :ولقد بعثنا في كل أمة رسولا .. {النحل:36}،  ‏وقال تعالى : وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون {سبأ:28}، ‏وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعدة الأنبياء والمرسلين ، ففي مسند الإمام أحمد عن ‏أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ، كم المرسلون ؟ قال : ثلاثمائة وبضعة عشر ‏‏، جما غفيرا . ‏
وفي رواية أبي أمامة قال أبو ذر : قلت يا رسول الله: كم وفاء عدة الأنبياء ؟ قال : مائة ‏ألف ، وأربعة وعشرون ألفا ، والرسل من ذلك: ثلاثمائة وخمسة عشر ، جما غفيرا .‏
والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله في مشكاة المصابيح . ‏
وقد ورد ذكر خمسة وعشرين نبيا ورسولا في القرآن الكريم، ذكر منهم في سورة الأنعام ‏ثمانية عشر ، والباقي في سور متفرقة ، وهم : آدم، وهود، وصالح، وشعيب، ‏وإدريس، وذو الكفل، ومحمد، صلى الله عليهم أجمعين . ‏
قال تعالى : إن الله اصطفى آدم ونوحا .. {آل عمران:33}،  وقال تعالى : وإلى عاد أخاهم هودا .. {هود:50}، وقال تعالى : وإلى ثمود أخاهم صالحا.. {هود:61}، ‏وقال تعالى : وإلى مدين أخاهم شعيبا .. {هود:84}، وقال: تعالى : وإسماعيل وإدريس وذا الكفل .. {الأنبياء:85} . ‏
وأما الثمانية عشر الذين ذكروا في سورة الأنعام فقال تعالى : وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم   * ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين  * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحينوإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين {الأنعام: 83 - 86}،  ‏‏ومن هؤلاء الخمسة والعشرين أربعة من العرب وهم: هود وصالح وشعيب ومحمد صلى ‏الله عليهم أجمعين . ‏
ففي صحيح ابن حبان عن أبي ذر مرفوعا : منهم أربعة من العرب: هود وصالح وشعيب، ‏ونبيك يا أبا ذر . ‏
‏وقد نصت السنة المطهرة على أسماء أنبياء لم يذكروا في القرآن الكريم وهم شيث : قال ‏ابن كثير : وكان نبيا بنص الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي ذر مرفوعا ‏أنه أنزل عليه خمسون صحيفة ، انتهى. 
ويوشع بن نون ، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي ‏الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : غزا نبي من الأنبياء ... فقال للشمس ‏أنت مأمورة وأنا مأمور ، اللهم احبسها علي شيئا،  والذي دل على أن هذا النبي هو يوشع ‏بن نون فتى موسى، قوله صلى الله عليه وسلم : إن الشمس لم تحبس إلا ليوشع ليالي سار ‏إلى بيت المقدس رواه أحمد. ‏
وقد اختلف في ثلاثة ممن ورد ذكرهم في القرآن الكريم هل هم أنبياء أم لا؟ وهم ذو ‏القرنين، وتبع، والخضر، فذهب طائفة من أهل العلم إلى أن ذا القرنين نبي من الأنبياء ، ‏وكذلك تبع ، والأولى أن يتوقف في إثبات النبوة لهما، لما صح عن رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم أنه قال : ما أدري أتبع أنبيا كان أم لا؟ وما أدري أذا القرنين أنبيا كان أم لا؟  ‏أخرجه الحاكم وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا أعلم له علة ولم يخرجاه، وقال الذهبي في التلخيص : على شرطهما ولا أعلم له علة . ‏
وأما الخضر فالراجح أنه نبي لقوله تعالى : في آخر قصته :  .. وما فعلته عن أمري .. {الكهف:82}، أي أنه قد أوحي إليه فيه .
والله أعلم .‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة