السؤال
نويت الإتيان بعمرة مع والدتي (الأم)، مع العلم بأنها لا تستطيع القيام بالمناسك وحدها لكبر سنها (83 سنة)وكذلك عجزها للمشي، رجائي منكم إفادتي في كيفية أداء مناسك العمرة مع الأم وهي في كرسي متحرك (فهل أستطيع القيام بهذه المناسك عن نفسي وأنا أدفع بها الكرسي أو عن نفسي ثم عنها أو العكس)، مع العلم بأن علماءنا وأئمتنا في الجزائر أفتوني بالإحرام من مطار جدة، وما رأيكم في ذلك؟ وشكرا جزيلا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج عليك في أن تطوف وتسعى وأنت تدفع الكرسي الذي عليه والدتك لأنك لست حاملا لها، وأما الإحرام من جدة فالصواب أنه لا يجوز إلا لمن قدم من جهة سواكن وهي غرب جدة لأنه لا يمر بأحد الميقاتين قبلها، وبينها وبين مكة مرحلتين، قال الشيخ سليمان بن عمر محمد البجيرمي في حاشيته على شرح منهج الطلاب في الفقه الشافعي عند قول المؤلف: وميقات من لا ميقات له في طريقه محاذاة الميقات الوارد إن حاذاه وإلا فمرحلتان. قال: لا يقال المواقيت مستغرقة لجهات مكة فكيف يتصور عدم محاذاته الميقات، فينبغي أن المراد عدم المحاذاة في ظنه دون نفس الأمر، لأننا نقول يتصور بالجائي من سواكن إلى جدة من غير أن يمر برابغ وبيلملم لأنهما حينئذ أمامه فيصل جدة قبل محاذاتها وهي على مرحلتين من مكة فتكون هي ميقاته. انتهى.
وقال الشيخ البهوتي في شرح منتهى الإرادات في الفقه الحنبلي: فإن لم يحاذ ميقاتا كالذي يجيء من سواكن إلى جدة من غير أن يمر برابغ ولا يلملم لأنهما حينئذ أمامه فيصل جدة قبل محاذاتهما أحرم من مكة بقدر مرحلتين فيحرم في المثال من جدة. انتهى.
وعليه، فإنك تحرم مع والدتك عند محاذاة الميقات وأنتم في الطائرة، وإذا كنت لن تتمكن من معرفة محاذاة الميقات، بأن كان طاقم الطائرة لن ينبهوك فلتحرم بعد الإقلاع حتى تأمن تجاوز الميقات بغير إحرام، والقول بأن جدة ميقات مطلقا رأي لبعض أهل العلم ولا نراه صوابا.
والله أعلم.