تأخذين من المال المشبوه ما تندفع به الضرورة

0 222

السؤال

سيدي الشيخ أنا أم مطلقة لولد واحد يقوم أهله لوالده بالصرف عليه وذلك بإعطائي مبلغا في الشهر ويقوم والده بدفع مصاريف المدرسة غير أن الجد يعمل في عمل يأخذ منه ما لا يستحق ويأكل حقوق الشعب بما أنه مسئول كبير في الدولة والآن أجد نفسي في قلق من أن مالهم حرام والكل يشهد بذلك وذلك لما تشهد بلادنا من فساد وأكل حقوق الناس وأنا أخشى أن يصيب ابني أي شيء أو أي ضرر فهل أستمر في أخذ المصروف منهم أم أمتنع عنه مع العلم أني أعمل غير أني لا أثق في استمراري في العمل حيث أني أعمل في قطاع خاص.
أفيدوني أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان مال هذا الجد أو الأب مختلطا بين الحلال والحرام -كما هو الغالب- فلا يحرم أخذ ما يعطيانه، ولاسيما مع الحاجة، فقد عامل الرسول صلى الله عليه وسلم اليهود وأكل من أموالهم، وكانت أموالهم مشوبة بالحرام من الربا والاتجار في المحرمات. وراجعي الفتوى رقم: 7707.

أما إذا كان مالهما كله من الحرام أو كان ما يعطياه للولد من عين الحرام فلا يجوز قبوله أو الانتفاع به إلا عند الضرورة الملجئة أو الحاجة القريبة من ذلك.

وفي هذه الحالة إذا كان للولد مال آخر يستغني به أو طابت نفسك بالنفقة عليه فلا يجوز قبول ما يعطيه له الجد والأب، وإلا فهو في حكم المضطر، وله أن يأكل من هذا المال بالقدر الذي تندفع به ضرورته.

وإذا كنت تخشين من أن رد النفقة التي يعطيها الجد يؤدي إلى انقطاعها، مع احتمال عدم استمرارك في العمل فيمكن أن تأخذي من الجد النفقة ما جرت به العادة، ثم تتخلصي منها بإعطائها للفقراء والمساكين ونحو ذلك من وجوه البر، ما دام الولد مستغنيا بعملك ونفقتك، فإذا حدث أن تركت العمل واضطررت للنفقة منها على ولدك ونفسك، فلا حرج أن تمسكي منها القدر الذي تندفع به الضرورة وتتخلصي من الباقي كما تقدم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة