السؤال
لي ابن عمره أربعة عشر عاما وقد علمت بأنه يدخن السجائر، ولشدة غضبي منه وخوفي عليه من هذه العادة السيئة وكونه لا يزال صغيرا لم أدر كيف أتصرف معه، فما كان مني إلا أن جعلته يضع يده على القرآن الكريم ويقسم بأن لا يدخن أبدا وإذا أراد أن يفعل فعليه أن يخبرني قبل ذلك، إلا أن إحدى صديقاتي لامتني على هذا الشيء وقالت إنه لا يزال صغيرا وقد لا يحافظ على القسم, فأرجوكم أفيدوني هل ما فعلته صحيح أم خطأ, وإذا أخل الولد بالقسم هل يحاسب وإذا أرد أن يدخن مستقبلا (وأرجو من الله أن لا يفعل) فهل يكفي أن يخبرني ليكون حلا من هذا اليمين، فأرجو أن أجد عندكم الإجابة ليهدأ بالي؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يصلح ولدك، ويجنبه هذا التدخين الخبيث، ونسأله تعالى أن يجزيك خير الجزاء على حرصك على إبعاده عن ما يضره دينا ودنيا، وأما معالجة هذا الداء فنرجو أن تتخذي الوسائل النافعة والأساليب الناجحة لإبعاده عنه تارة بالترغيب، وتارة بالترهيب، وتارة ببيان مضار التدخين، ومن ذلك ما بيناه في الفتوى رقم: 1671.
واحرصي على اختيار الأصحاب الذين يجالسهم، وادفعي به إلى حلقة تحفيظ القرآن أو درس علم عسى الله أن يجنبه هذا السوء، وأما تحليفه على المصحف بترك الدخان فأمر حسن ولا لوم عليك فيه، وإن كانت يمينه لا تنعقد لكونه صغيرا، ولا يأثم لو خالف ودخن قبل بلوغه، ولا كفارة عليه لو عصى ودخن بعد بلوغه على الصحيح من أقوال أهل العلم، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 8539.
وننبهك إلى أن ولدك قد يكون بالغا بعلامة أخرى من علامات البلوغ غير السن، وقد بيناها في الفتوى رقم: 10024، وفي هذه الحالة يمينه منعقدة يجب عليه أن يبر بها لأنه حلف على ترك معصية، ولكن لو أخبرك قبل أن يدخن -ونسأل الله أن لا يفعل- فإنه لا يحنث أي لا تلزمه كفارة اليمين وإن كان فاعلا للمعصية.
والله أعلم.