أمر الإسلام بالإحسان في معاملة أهل الذمة

0 292

السؤال

كثيرا ما نسمع عن الأحداث الطائفية بين المسلمين والمسيحين في أرض العرب، وما يحدث عادة من غلبة المسلمين في أي حدث من تلك الأحداث، لأنهم الأغلبية والذي أعرفه أن الإسلام قد كره إلينا الظلم، فما حكم ظلم أهل الكتاب، وما هي حقوقهم التي لا بد أن يكفلها المسلمون لهم إذا عاشوا سويا في بلد واحد مثل مصر أو لبنان أو المغرب أو غيرهم و في نفس الوقت هل هذا من الموالاة إذا منع الظلم عنهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الإسلام هو دين العدل، فقد أمر بالقيام به مع كل أحد، مسلما أو كافرا، قريبا أو غريبا، عدوا أم صديقا، وقد جاءت بذلك نصوص الكتاب والسنة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 35122، والفتوى رقم: 72836.

وأمر الإسلام بالإحسان في معاملة أهل الذمة أبين من الشمس في رابعة النهار، وتاريخ المسلمين مليء بالنماذج الحية في تطبيق هذا النهج، فلا يجوز في الإسلام ظلم أحد من أهل الذمة، أو الاعتداء عليه في نفسه أو ماله أو عرضه بغير وجه حق.

وقد ترجم البخاري في صحيحه باب إثم من قتل معاهدا بغير جرم، وأورد تحته حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين يوما. وفي سنن أبي داود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة.

والعدل مع أهل الذمة والإحسان إليهم لا يعتبر بمجرده موالاة لهم ما دام لم يصحبه ميل قلبي إليهم أو مودة لهم، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 25510.

وحقوق أهل الذمة وواجباتهم في ظل الدولة الإسلامية لا يتسع المقام لذكرها هنا، وقد ذكرنا شيئا منها في الفتوى رقم: 44962، والفتوى رقم: 7497 وإذا أردت المزيد فيمكنك مراجعة كتب الفقه في أبواب الجزية، أو كتاب ابن القيم (أحكام أهل الذمة).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى