حكم ما يصيب المرء من الماء في الطرق

0 435

السؤال

لقد سألت السؤال التالي: وفقكم الله لما هو خير للأمة الإسلامية، سؤالي هو: أنا أعيش الآن في الهند، وكما هو معلوم فإن الهنود يبولون في الطرق وأغلب المجاري فوق الأرض ترى بالعين المجردة، وعندي ولله الحمد موتور أقضي به حوائجي، ولكن المهم وأثناء قيادتي للموتور (دراجة نارية) تصيب يدي أو قدمي أو جسمي بعض النقط فألتفت لأجد مجرور أو بركة ماء (ربما ماء أو ماء مختلط بشيء آخر أو لا أعلم ما هي) وعند عودتي للبيت أقوم بتغيير ملابسي كلها وأستحم، سؤالي هو هل ما أقوم به من فعل صحيح؟ وكيف التحري عن النجاسة في هذه الحالة، أفتوني؟ جزاكم الله خيرا. وكانت الإجابة عليه كما يلي: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يلزمك غسل ما أصاب قدمك أو ثوبك من الماء الموجود في الشوارع ولو كان مختلطا بالنجاسة، إلا إذا كانت النجاسة غالبة عليه أو تحققت من إصابتها لثوبك أو غيره، ففي التاج والإكليل للمواق المالكي: من المدونة: لا بأس بطين المطر المستنقع في السكك والطرق يصيب الثوب أو الجسد والخف والنعل، وإن كان فيه العذرة وسائر النجاسات، وما زالت الطرق وهذا فيها، وكانوا يخوضون المطر وطينه ويصلون ولا يغسلونه. الشيخ: ما لم تكن النجاسة غالبة أو عينها قائمة. ابن بشير: يحتمل التقييد والخلاف، قال: كما لو كانت كذلك وافتقر إلى المشي فيه لم يجب غسله كثوب المرضعة، وقال الباجي: يعفى عما تطاير من نجاسة الطرق وخفيت عينه، وغلب على الظن ولم يتحقق. انتهى.
وعليه؛ فما تقوم به لا يلزمك ما لم تتحقق من إصابة النجاسة لثوبك أو غيره، أو كانت النجاسة غالبة على المياه المذكورة. وللفائدة راجع الفتوى رقم: 49637.
والله أعلم.
وسؤالي الآن هو: كيف أتحقق من الماء الموجود على الطريق إن كان نجسا أو تغلب عليه النجاسة (علما بأن الماء في الشارع يكون متغير لونه)، يعني أنه علي أن أوقف الموتور (الدراجة النارية) على جانب الطريق ومن ثم التأكد من أن الماء نجس أو لا وذلك عن طريق النظر إلى لونه ورائحته، فأفتوني؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذكرنا لك في الفتوى السابقة أن ما يصيبك من الماء الموجود في الشارع معفو عنه وإن كان فيه بعض النجاسات، وبالتالي فما يصيبك منه طاهر ولا يجب عليك البحث والتحقق من نجاسته، لأن أسوأ احتماليه هو أن يكون نجسا وهذا النوع من الأنجاس معفو عنه كما سبق، فالبحث عنه والتفتيش عن حقيقته لا فائدة فيه، ففي الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية: وكذلك لو أصابه شيء من طين الشوارع لم يحكم بنجاسته وإن علم أن بعض طين الشوارع نجس. انتهى.

لكن إن تحققت أن ما أصابك هو عين النجاسة أي ذات النجاسة فعليك غسله، ومن الجدير التنبيه على ضرورة الابتعاد عن تتبع الوساوس والشكوك لأن الاسترسال فيها سبب لرسوخها، فأهم علاج لها هو عدم الالتفات إليها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 3086.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات